أفرج يوم الخميس 14 أبريل 2011 عن سعيد بوجعدية، المعتقل السابق بغوانتنامو، بعد قضائه لعشر سنوات خلف القضبان، قضى منها ثلاث سنوات بالمغرب، وسبعة بمعتقل غوانتنامو الأمريكي، وعبر بوجعدية عقب خروجه من سجن القنيطرة عن فرحته لإطلاق سراحه، وقال في تصريح ل''التجديد''، ''الحرية تاج على رؤوس الأحرار، لا يراه إلا السجناء''، وأكد بوجعدية أن الفرحة لم تكتمل بعد، إذ لن تتحقق إلا بإطلاق جل ''السجناء الذين زج بهم ظلما وعدوانا خلف القضبان''، وتمنى بوجعدية أن ''لا تستثني المنحة الملكية أحدا''، وفور إطلاق سراحه، انتقل بوجعدية على وجه السرعة إلى مسقط رأسه ببوسكورة، لرؤية والدته العجوز، التي لم يرها إلا مرة واحدة خلال عشر سنوات مضت، إذ لم تكن تقوى على زيارته خلال فترة اعتقاله بالمغرب. وكانت السلطات الأمريكية سلمته يوم فاتح ماي ,2008 للسلطات المغربية بمطار سلا، وأيدت غرفة الجنايات المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، في شهر يونيو ,2009 الحكم الابتدائي الصادر في حق سعيد بوجعدية، والمتمثل في عشر سنوات سجنا نافذا، قضى منها ثلاث سنوات، قبل أن يشمله العفو الملكي الأخير. وخلال الثلاث سنوات الأخيرة، وإلى حدود شهرين قبل إطلاق سراحه الخميس الماضي، راسل بوجعدية وزير العدل وعددا من المسؤولين والهيآت القضائية، وكلف محاميا لتتبع مسطرة استفادته من الحق في إدماج السنوات السبع التي قضاها في غوانتنامو، واحتسابها ضمن السنوات العشر التي صدرت في حقه بالمغرب، وهو الملتمس الذي بموجبه كان بوجعدية سيستوفي عقوبته السجنية بعد أشهر. يذكر أن بوجعدية، كشف في أول حوار له بعد عودته من غوانتنامو، أجرته معه ''التجديد''، ونشر في العدد 2215 بتاريخ 15 شتنبر ,2009 - كشف - عن معطيات مهمة حول شهادته أمام المحكمة العسكرية الاستثنائية بغوانتنامو، وكذا معطيات عن اعتقاله بالحدود الباكستانية من طرف الميليشيات الأفغانية، والتي سلمته رفقة سالم حمدان سائق أسامة بن لادن للقوات الأمريكية، إذ تم نقلهما إلى إحدى القواعد العسكرية بباكستان، ومنها إلى سجن ''بنشير'' ثم باغرام ثم قندهار، ليتم الزج بهما أخيرا بمعتقل غوانتنامو الشهير، وروى بوجعدية في حواره المذكور، كيف أصبح المتهم رقم 2 بعد سالم حمدان سائق بن لادن، ''لا لشيء إلا لأنه اعتقل معه في نفس المنطقة''، ولوجود صواريخ مضادة للطائرات، بالسيارة التي كان يتواجد بها بوجعدية في رحلة عودته إلى قندهار، بعد تعذر تسلله إلى باكستان، هربا من الهجمات الأمريكية عقب أحداث 11 شتنبر، كما كشف بوجعدية في الحوار ذاته عن شهادته في أول محكمة عسكرية استثنائية بغوانتنامو، وهي الشهادة التي برأت سالم حمدان من حيازة صواريخ مضادة للطائرات.