قال دفاع سعيد بوجعدية، المعتقل المغربي السابق في سجن غوانتانامو الأمريكي الذي سيمثل أمام غرفة الجنايات بملحقة محكمة الاستئناف في سلا يومه الأربعاء، إن القضاء المغربي وأجهزة الشرطة لم تطبق قواعد المحاكمة العادلة في ملفه، ووصف قضية موكله بأنها «ملف فارغ من وثيقة وملف التسليم»، الذي كان من المفروض أن يكون معه أثناء ترحيله من السجن الشهير. واعتبر توفيق مساعف، في تصريحات ل«المساء» أمس، أن التهمة التي يتابع بها بوجعدية هي نفس التهمة التي بسببها قضى أكثر من ست سنوات بمعتقل غوانتانامو وأطلق سراحه، عندما لم تثبت في حقه أية تهمة، مضيفا أن موكله يحاكم من أجل نفس التهمة مرتين. ويوجد بوجعدية، البالغ من العمر 40 عاما، رهن الاعتقال بالمغرب على خلفية اتهامه بالانتماء إلى جماعة محظورة وتكوين عصابة إجرامية، وهو أحد ثلاثة سجناء تبقوا في السجون المغربية من أصل 17 سجينا مغربيا كانوا في سجن غوانتانامو منذ 2001، هما يونس الشقوري، الذي أفرج عنه في وقت سابق مع مجموعة عبد الله تبارك، ثم اعتقل مرة ثانية في ملف البلجيكي محمد الرحا وحكم عليه بعامين سجنا، ومحمد السليماني، الذي حكم عليه بخمس سنوات، بعد إدانته بجرائم تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، وممارسة نشاط في جمعية غير مرخص لها، وعقد اجتماعات عمومية بدون تصريح مسبق. واختطف بوجعدية في أفغانستان في نوفمبر 2001 واحتجز وتعرض للتعذيب في سجن غوانتانامو، حسب محاميه، الذي قال إن موكله سلم إلى المغرب في ماي 2008 في حالة صحية ونفسية وعقلية جد متردية، ولم يتم عرضه على الفحص الطبي ومنحه فترة نقاهة، حيث تم التحقيق معه لمدة ثمانية أيام من قبل الشرطة القضائية، وحكم عليه بعشر سنوات سجنا. وتساءل توفيق مساعف عن مبرر متابعة بوجعدية، والمعتقلين الاثنين الآخرين، بعد الإفراج عنهم من قبل السلطات الأمريكية، علما بأن المغرب أفرج تقريبا عن جميع معتقلي غوانتانامو، وقال إن دفاع بوجعدية غير مطمئن للتعامل القضائي والأمني مع معتقلي هذا السجن، ويأسف على حالتهم الصحية، وطالب باتخاذ الإجراءات القانونية والحقوقية لإطلاق سراحهم وتمتيعهم بالمحكمة العادلة طبقا لأحكام القانون والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان. وتتهم السلطات المغربية بوجعدية بأنه قام باستقبال زهير الثبيتي، أحد أفراد الخلية النائمة التي قبض عليها عام 2000 بتهمة التحضير لعمليات إرهابية في مضيق جبل طارق ضد سفن بريطانية، وتحدث معه حول تنظيم القاعدة والجهاد في أفغانستان. ويرتبط الثبيتي وبوجعدية بعلاقة مصاهرة، إذ هما متزوجان من شقيقتي محمد بنموجان، أصغر سجين سابق في غوانتانامو، الذي حكم عليه بعشر سنوات بعد تسلميه للمغرب في أكتوبر 2006، لكن محكمة الاستئناف منحته البراءة، ليتم نقض الحكم مجددا وفتح ملف متابعة في حقه من جديد.