أيدت غرفة الجنايات (الدرجة الثانية) المكلفة بقضايا الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، أول أمس الحكم الابتدائي الصادر في حق سعيد بوجعدية، المعتقل السابق بسجن غوانتنامو، والمتمثل في عشر سنوات سجنا نافذا. واعتبرت عائلة البوجعدية الحكم قاسيا ولا يناسب شخصا قضى حوالي سبع سنوات في ظروف لا إنسانية بغوانتنامو، مؤكدة، في تصريح لــ التجديد أنها كانت تنتظر البراءة، خاصة أن ابنها رفض اللجوء إلى بلد آخر وفضل القدوم إلى بلاده. وعرفت الجلسة انسحاب المحامي، توفيق مساعف، دفاع البوجعدية، من المحكمة احتجاجا على غياب شروط المحاكمة العادلة، والتمس مساعف من المحكمة إرجاء النظر في ملف القضية، إلى حين إدلاء ممثل النيابة العامة بوثيقتين في الملف الأول توضح فيها سبب إلقاء القبض على البوجعدية، والثانية هي وثيقة تسليم المتهم من قبل السلطات الأمريكية إلى المغرب خلال شهر أبريل من سنة .2008 وتوبع بوجعيدية بتهمة تكوين عصابة إجرامية وارتكاب جنايات ضد الأشخاص والممتلكات، وتمويلها والقيام بأعمال تخريبية تستهدف المصالح الأجنبية بشمال المغرب، والإسهام والمشاركة في تقديم الدعم المالي للعصابة، والتزوير واستعماله والإيواء والهجرة السرية وعدم التبليغ. وكان بوجعيدية قد اعتقل سنة 2001 بالقرب من الحدود الباكستانية-الأفغانية من قبل الشرطة الأفغانية، وتم تسليمه إلى القوات الأمريكية، فقد أودع بقاعدة غوانتنامو طيلة سبع سنوات. ومن جهة أخرى، أكدت جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين أن محمد البوجعدية، شقيق سعيد البوجعدية، يعاني من أمراض نفسية، وأصبح وجوده بين السجناء يشكل خطرا عليهم وعلى حياتهم. وقالت الجمعية، في رسالة وجهتها إلى المندوب العام للسجون وإعادة الإدماج، إن ظروف اعتقال محمد البوجعدية قد عمقت من أزمته النفسية، كما تلقينا شكاوى من بعض المعتقلين في نفس الموضوع: مطالبة بالتدخل العاجل من أجل عرضه على الطبيب أو إحالته على المستشفى. يذكر أن محمد البوجعدية، معتقل حاليا بسجن عكاشة، وكان محكوما بسنتين حبسا قبل أن يقترف جناية قتل بالسجن خلال شهر ماي من سنة 2008 في حق عادل تمراوي المحكوم بـ5 سنوات في إطار ملف ما يسمى بـالسلفية الجهادية، وبعد هذا الحدث تم اعتقال أخته نجاة (49 سنة)، بعدما أخبر محمد البوجعدية رجال الأمن أن أخته هي التي جلبت له السكين الذي نفذ به جريمته.