قالت بشرى بنموجان، شاهدة في ملف "الخلية النائمة للقاعدة بالمغرب"، في أول تصريح إعلامي لها، ل "التجديد"، إن "الشرطة" لم تسألني عن شخص اسمه "زهير الحايلي"، ولا أعرف شخصا بهذا الإسم". وبهذا التصريح تكون بشرى بنموجان، التي أرجأت غرفة الجنايات بالدار البيضاء الاستماع إليها إلى غاية مناقشة جوهر الملف، قد أثارت عدة تساؤلات غامضة حول هوية المتهم السعودي زهير "الحايلي"، الذي ذكر اسمه في محاضر الشرطة القضائية، وقد جاء في هذه الأخيرة المحررة بتاريخ 13 يونيو 2003 أن مواطنا سعوديا يدعى "زهير الحايلي"، ملقب ب"سامي"، متزوج بمغربية تدعى "رجاء بنموجان"، ينحدر من مكة أو منطقة الحايل، تميل بشرته إلى السمرة، قوي البنية، يعمل على استقطاب مغاربة للذهاب إلى أفغانستان، ويخطط لعمليات ضرب أهداف داخل المغرب رفقة عناصر تنتمي إلى تنظيم القاعدة. وتقول مصالح الشرطة إنها بالبحث عن هوية "رجاء بنموجان"، اتضح لها أن هذه السيدة غادرت المغرب في اتجاه سوريا بتاريخ 13 ماي 2001، وأنه بافتحاص لائحة المسافرين على متن الطائرة التي أقلتها، اكتشفت اسم شخص من جنسية سعودية يسمى "زهير الثبيتي". وللإشارة، فإن هذا الأخير يعتبر أحد السعوديين الثلاثة، المتابعين أمام القضاء المغربي بتهمة الإعداد لأعمال إرهابية بالمغرب. وتضيف محاضر الشرطة المذكورة أنه تم ربط الاتصال بالمغربية "بشرى بنموجان"، شقيقة رجاء بنموجان زوجة زهير الثبيتي، وأرشدتهم إلى إعداد صورة تقريبية بالحاسوب للثبيتي، فتم التعرف عليه. وجاء في تصريح الوكيل العام للملك، بتاريخ 18 يونيو 2002، أنه استنادا، إلى المعلومات المذكورة، وتبعا للتحريات المدققة التي قامت بها عناصر الأمن الوطني، تبين أن الأمر يتعلق بالمسمى "زهير الثبيتي". وحسب ما جاء في محاضر الشرطة وتصريح الوكيل العام للملك، فإن "زهير الحايلي" هو زهير الثبيتي" الذي يحاكم الآن في قضية "الخلية النائمة"، لكن الشاهدة "بشرى بنموجان" في تصريحها ل "التجديد"، تقول إن الشرطة لم تسألها عن اسم "الحايلي" المبحوث عنه، وإنما سألتها فقط عن اسم "زهير"، زوج شقيقتها رجاء بنموجان، فهل "زهير الثبيتي" هو "زهير الحايلي"؟ هذا التساؤل أجاب عنه الأستاذ توفيق مساعف، محامي الثبيتي، بأن زهير الحايلي ليس زهير الثبيتي، ذلك أن المخابرات المغربية اختطفت، بداية ماي الماضي، شخصين معا، وهما الحايلي والثبيتي، وتم استنطاقهما، رفقة آخرين، من طرف المخابرات المغربية والأمريكية وغيرهما، وتبين لهذه الأجهزة أن زهير الحايلي هو شخصية قيادية مقربة جدا من أسامة بن لادن، ويتوفر على معلومات جد هامة باعتباره عاش في كنف بن لادن ورعايته مدة 16 سنة، ونظرا لأهمية هذه الشخصية، فإن المخابرات الأمريكية طلبت وبإلحاح من نظيرتها المغربية تسليمه إليها، فعمدت إلى ترحيله إلى معتقلات غوانتانامو بكوبا. ويضيف مساعف أن المخابرات المغربية قامت في الوقت نفسه بتغيير تصريحات الشاهدة بشرى بنموجان، ونسبت إليها كلاما غير صادر عنها، مفاده أن زهير الثبيتي هو نفسه زهير الحايلي، وأن المتهم السعودي كان يستعمل هذه الكنية من أجل التمويه وتضليل أصهاره ورجال الأمن بالمغرب. وصرح مساعف ل "التجديد" أن دفاع ملف "الخلية النائمة" تأكد له تماما أن موكله زهير الثبيتي يختلف عن زهير الحايلي، لا من حيث البنية الفيزيولوجية، ولا بشرة الوجه، ولا الكفاءة العلمية، وأن المحاضر تحدثت عن شخص قوي البنية، بينما موكله "الثبيتي" هو ليس كذلك. وحول سؤال إن كان مساعف استفسر موكليه السعوديين، حول معرفتهم للحايلي، أجاب قائلا إن موكليه أكدوا له أن هذا الشخص كان متواجدا معهم بالمعتقل السري قرب مدينة تمارة، وأنهم يعرفون "زهير الحايلي" كأحد المقربين من بن لادن. ويقول مساعف إن الشرطة المغربية لم تتحقق من هوية موكله الثبيتي، وأنه طلب من قاضي التحقيق التثبت من الأمر بنفسه، كما قدم ملتمسا إلى محكمة الاستئناف، إلا أنها بدورها رفضت البت في هذا الأمر. وللإشارة فإن هيئة الحكم السابقة برئاسة القاضي فارس، سبق لها أن قررت استدعاء الشاهدة "بشرى بنموجان"، إلا أن الهيئة الجديدة للحكم أرجأت الاستماع إليها إلى غاية مناقشة جوهر القضية. وتقول هذه الشاهدة إن المحكمة لم يسبق لها نهائيا أن استدعتها، ويقول مساعف إن المحكمة تتلكأ في استدعائها. وللتذكير فإن بشرى هي أخت رجاء بنموجان الزوجة السابقة للمتهم السعودي "زهير الثبيتي"، هذه الأخيرة توفيت بأفغانستان إبان القصف الأمريكي على هذا البلد. وبعد وفاتها تزوج الثبيتي بمغربية أخرى تدعى بهيجة هيدور، هي الأخرى معتقلة في قضية "الخلية النائمة". والشاهدة بشرى بنموجان، سبق لها أن زارت أفغانستان رفقة زوجها "سعيد بوجعدية"، هذا الأخير تقول إنه أحد المختطفين إلى معتقل غوانتانامو، رفقة أخيها محمد بنموجان. وتجدر الإشارة إلى أن غرفة الجنايات بالدار البيضاء ستستأنف اليوم محاكمة أعضاء "الخلية النائمة"، ثلاثة سعوديين وسبعة مغاربة، ومن المنتظر أن يطوى هذا الملف خلال هذا الأسبوع. عمر العمري