رفضت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، أول أمس السبت، السماح لبشرى بنموجان، زوجة سعيد بوجعدية، برؤية زوجها الموجود في ضيافة الفرقة منذ أن سلمته السلطات الأمريكية، ليلة الخميس المنصرم، إلى الأمن المغربي بعد أن قضى أكثر من 6 سنوات في المعتقل الرهيب غوانتنامو بكوبا. وقالت بشرى بنموجان إنها زارت، في حدود الساعة السابعة من مساء أول أمس، مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمعاريف، رفقة أطفالها الثلاثة (أسامة وميمونة وصفية) بهدف رؤية زوجها سعيد بوجعدية العائد من غوانتنامو والاطمئنان على أحواله الصحية، غير أنه قيل لها من طرف رجل أمن: «إن هذا الأمر غير ممكن». وأوضحت بنموجان أن رجل الأمن استلم منها بطاقتها الوطنية ودون كل المعلومات الشخصية المتعلقة بها وبأطفالها وطلب منها الانتظار قليلا قبل أن يعود ليخبرها بأن زوجها سعيد بوجعدية موجود عندهم، لكنه لم يحدد تاريخ مجيئه إلى مقر الفرقة، مؤكدا لها أيضا أن الوضع الصحي لزوجها جيد ولا يعاني من أي شيء. والتمست بنموجان من رجل الأمن أن يستلم منها بعض المأكولات لإيصالها إلى زوجها، فكان رده قائلا: «كلشي عندو مخصو حتى حاجة»، قبل أن يضيف أن زوجها بوجعدية لن يمكث طويلا بمقر الفرقة وأنه ستتم إحالته على قاضي التحقيق في غضون اليومين المقبلين. وأعربت بنموجان عن استيائها لعدم تمكينها من رؤية زوجها، وما آلمها كثيرا أن أطفالها الثلاثة لم يكونوا يتوقعون أن يمنعوا من رؤية والدهم بعد أكثر من 6 سنوات من الفراق. وفي الوقت الذي تستغرب فيه بنموجان عدم تمكين أطفالها من رؤية والدهم، كما فعلت السودان مع سامي الحاج مصور قناة الجزيرة، الذي عانق ابنه مباشرة بعد وصوله إلى الخرطوم من غوانتنامو، أعرب توفيق مساعف، محامي بوجعدية، بدوره عن أسفه لعدم تمكين أطفال بوجعدية من رؤية والدهم، غير أن المشكل هو أن مقتضيات قانون الإرهاب لا تسمح لعائلة المشتبه فيه بزيارته، «بل إن هذه المقتضيات، يقول مساعف، لا تسمح حتى للمحامي بزيارة موكله إلا بعد مهلة تمديد فترة الحراسة النظرية للمرة الثانية ما لم يعترض ضابط الشرطة المكلف بالتحقيق معه على هذه الزياة التي لا تتجاوز نصف ساعة»، مضيفا في تصريح ل«المساء» أنه سيتقدم بطلب إلى الوكيل العام للملك بالرباط من أجل الترخيص له بزيارة بوجعدية اليوم الاثنين أو غدا الثلاثاء نظرا لتضارب الروايات حول تاريخ استلامه من طرف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية. وحسب مساعف، فإن التحقيق مع بوجعدية لن يخرج عن مسار التحقيق الذي كان مع 10 معتقلين سلمتهم السلطات الأمريكية إلى المغرب في وقت سابق. و«كل هؤلاء العائدين، يؤكد مساعف، قضوا فترة من التحقيق في معتقل تمارة قبل أن يحالوا على الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ليحالوا من جديد على قاضي التحقيق المكلف بالإرهاب، لتتم تبرئتهم بعد أن يقضوا 6 أشهر أو سنة بالسجن المدني بسلا».