منعت السلطات المغربية ندوة صحافية كان منتظرا أن يعقدها كريستوفر تشانك، نائب رئيس المنظمة الحقوقية البريطانية ذائعة الصيت (ريبريف)، صباح أمس بأحد فنادق الدارالبيضاء، لتقديم آخر المستجدات حول وضعية إثنان من المغاربة مازالا معتقلين بالسجن الأمريكي «غوانتنامو» دون أن توجه إليهما أية تهمة. وقال تشانك إنه تلقى خبر المنع باستغراب كبير، خاصة وأن السلطة في المغرب لم تقدم أي تعليل لهذا المنع، سواء كان مكتوبا أو شفويا، واكتفت بإخبار صاحب الفندق ب«أن الندوة ممنوعة»، مضيفا، في تصريح ل«المساء»، أنه لم يفهم كيف أن منظمته «ريبريف» لم تجد التعاون المطلوب من أجل إطلاق سراح مواطنين مغربيين يقبعان منذ سنوات بصفة غير قانونية في المعتقل الرهيب «غوانتنامو» في ظروف نفسية صعبة. وقال تشانك إنهم في منظمة ريبريف وجدوا بعض التعاون من طرف الإدارة الأمريكية، لكنهم لم يجدوا من المسؤولين المغاربة إلا المضايقات وهو ما يتعارض، في نظره، مع شعارات الحرية والتعبير وحقوق الإنسان التي يسوقها المغرب عن نفسه في الداخل والخارج. وقال تشانك إنه لن يلتزم الصمت عن هذا المنع الذي تعرضت له منظمته، مضيفا أن المغرب غير جاد في إطلاق سراح اثنين من مواطنيه بغوانتنامو. أما عن المغربيين المعتقلين بغوانتنامو، فيقول تشانك إن أحدهما، وهو عبد اللطيف ناصر، أدخل إلى زنزانة انفرادية منذ تسعة أشهر ويعيش وضعا نفسيا متدهورا، في عزلة تامة عن العالم الخارجي، فيما المعتقل الآخر، وهو يونس الشقوري، يعيش بدوره وضعا مزريا، لكن هذا الوضع المزري لم يمنعه من القول في إفادة نقلتها عنه محاميته، ب»أن لديه الثقة في القضاء الأمريكي لأنه واثق من براءته ولم يحدث له أي مشكل مع الأمريكيين طيلة إقامته بأفغانستان لمدة 7 سنوات». واضطرت منظمة «ريبريف»، بعد منعها من عقد ندوتها الصحافية، إلى نقل الندوة إلى مقر جمعية النصير لمساندة المعتقلين الإسلاميين. وحضر هذه الندوة محمد بنموجان (22 سنة)، أصغر معتقل سابق في غوانتنامو، الذي سلمته السلطات الأمريكية، قبل سنتين، إلى نظيرتها المغربية، ليتم الحكم عليه، ابتدائيا، بعشر سنوات، قبل أن تتم تبرئته من طرف محكمة الإرهاب بسلا. وقال بنموجان، صباح أمس، إنه رغم الإفراج عنه من معتقل غوانتنامو ورغم براءته من أي تهمة، فإن تحركاته مازالت تحت المراقبة الأمنية المغربية، وهو الأمر الذي يشكل له بعض الاضطراب النفسي. وأدان أديب بنعبد الله، نائب رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المنع الذي تعرضت له الندوة الصحافية المخصصة لمستجدات الأوضاع التي يعيشها يونس الشقوري وعبد اللطيف ناصر، المعتقلان بغوانتنامو. وقال بنعبد السلام، في تصريح ل»المساء»، إن هذا المنع لا يكتسي أية صبغة قانونية، لأن الندوة كانت ستقام في فضاء خاص وليس في مكان عمومي، بل حتى الذين كانوا سيحضرون هذه الندوة توصلوا بدعوات بأسمائهم. وقال بنعبد السلام: «إن هذا المنع فيه مس بحرية الرأي والتعبير، ونحن في الجمعية نندد به، وأكثر من هذا فهو غير مفهوم، خاصة وأن الأمر يتعلق بمعتقلين مغاربة كان من المفروض أن تتحرك المغرب لإطلاق سراحهم». وكان الجيش الأمريكي اعتقل 17 مواطنا مغربيا بسجن غوانتنامو بعد قصفه لأفغانستان في أكتوبر 2001، قبل أن تسلم الولاياتالمتحدة تسعة منهم للمغرب، خمسة في غشت 2004، وثلاثة في فبراير 2006، وواحدا في أكتوبر 2006، وآخرهم سعيد بوجعدية في ماي المنصرم.