وصل سعيد بوجعدية، أحد المعتقلين المغاربة في غوانتنامو، يوم الخميس فاتح ماي الجاري، إلى المطار العسكري بالقنيطرة، بعدما نقلته طائرة أمريكية من السجن الأمريكي في كوبا. وأكدت منظمة «ريبريف» البريطانية، التي تدافع عن 35 من المعتقلين في غوانتنامو، أن سعيد بوجعدية وصل على متن طائرة أمريكية حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا بتوقيت المغرب إلى مطار القنيطرة، وأضافت المنظمة أن بوجعدية يوجد الآن «في عناية قوى الأمن المغربي». وعبرت المنظمة، التي يرأسها المحامي الأمريكي كلايف ستافورد سميثفي، في بيان لها، عن أملها في «أن تنهي الحكومة المغربية أي تحقيق محتمل مع بوجعدية بشكل سريع حتى يتمكن من لقاء زوجته وأطفاله ووالدته الكبيرة السن». ولم تؤكد أية مصادر رسمية مغربية خبر وصول بوجعدية إلى المغرب، وقال توفيق مساعف محاميه في المغرب، إنه علم، من خلال قناة الجزيرة، أن بوجعدية وصل إلى المغرب على متن طائرة أمريكية، دون أن يتلقى أي إخبار رسمي من السلطات، مؤكدا ل«المساء» أنه «منذ الساعات الأولى ليوم الجمعة وجهت رسائل استفسار إلى عدد من الجهات المسؤولة، مثل وزير العدل، والوكلاء العامين للملك بكل من الرباط والدار البيضاء، لكنني تلقيت جوابا واحدا فقط من نائب الوكيل العام للملك بالرباط يخبرني فيه بأنه لا علم له بوصول بوجعدية إلى المغرب». وعبر مساعف عن قلقه من التكتم الذي رافق تسلم السلطات لموكله، وقال: «أنا قلق على مصيره». وأكدت بشرى بن موجان، زوجة بوجعدية، أن السلطات لم تخبرها بنقل زوجها إلى المغرب، مؤكدة أنها تلقت الخبر فقط من قناة الجزيرة. وعلمت «المساء» من مصادر مطلعة أن بوجعدية وصل على متن طائرة تحمل حوالي عشرة معتقلين من غوانتنامو، منهم سامي الحاج مراسل قناة الجزيرة القطرية، إضافة إلى معتقلين آخرين من السودان وأفغانستان، وأفادت المصادر بأن الطائرة توجهت مباشرة من مطار غوانتنامو العسكري إلى مطار القنيطرة العسكري، ومنه توجهت إلى السودان ثم أفغانستان. وكان بوجعدية دخل أفغانستان سنة 2001، واعتقل على الحدود مع باكستان إثر القصف الأمريكي لأفغانستان، ومنذ تلك الفترة بقي معتقلا لدى الجيش الأمريكي، وقد قررت لجنة عسكرية أمريكية سنة 2006 أنه لا يشكل خطرا على أمريكا وحلفائها، وكان مقررا إطلاقه في أبريل 2007، لكن الأمريكيين ارتأوا إبقاءه ليكون شاهدا بمحكمة عسكرية على سجين آخر هو اليمني سلم حمدان. ولا يعرف المكان الذي يتواجد فيه حاليا بوجعدية، لكن عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية النصير التي تدافع عن المعتقلين الإسلاميين، أكد أن سجين غوانتنامو «يوجد لدى الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء». ومازال معتقلان مغربيان يقبعان منذ أزيد من ست سنوات في سجن غوانتنامو، وعبرت منظمة ريبريف عن قلقها من استمرار اعتقالهما، وهما يونس الشقوري من مدينة آسفي، وعبد اللطيف ناصر الذي كان يقيم في بريطانيا.