مدد الوكيل العام للملك باستئنافية الرباط فترة الحراسة النظرية لسعيد بوجعدية، الذي سلمته السلطات الأمريكية إلى المغرب، الخميس المنصرم، بعد أن قضى أكثر من 6 سنوات بدون تهمة في معتقل غوانتنامو بكوبا لمدة أربعة أيام أخرى. ورجح توفيق مساعف، محامي بوجعدية، أن يكون الضابط المكلف بالتحقيق معه هو الذي طلب تمديد فترة الحراسة النظرية للمرة الثانية، وفق ما تنص عليه مقتضيات قانون الإرهاب، غير أنه لا يستبعد أن يكون تم اللجوء إلى هذه المسطرة القانونية بهدف عرقلة عمل المحامي لمنعه من زيارة موكله والتخابر معه. وأعرب مساعف عن أسفه إزاء هذا التمديد لفترة الحراسة النظرية لبوجعدية الذي يبقى إلى حدود الآن مجرد مشتبه فيه ولم يسبق له أن ارتكب أي جرم فوق التراب المغربي، مبرزا أن هناك توجها أمنيا في المغرب يهدف إلى إفراغ قانون الإرهاب من محتواه، رغم المقتضيات المتشددة التي يتضمنها. وكان مساعف قد تقدم، الاثنين الماضي، بطلب إلى الوكيل العام بالرباط قصد السماح له بزيارة بوجعدية الموجود حاليا في ضيافة الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالمعاريف بالدار البيضاء، غير أنه لم يتوصل إلى حد الآن بأي جواب. وهو ما يعلق عليه بالقول: «إن عدم جواب وكيل الملك عن مراسلات المحامي بهدف زيارة موكله خرق قانوني واضح لدورية صادرة عن الوزارة الأولى في عهد حكومة عبد الرحمن اليوسفي تلزم الإدارات العمومية بالرد على جميع المراسلات التي تتوصل بها»، قبل أن يؤكد في هذا السياق أن «النيابة العامة عودتنا في مثل هذه الملفات على أنها لا تجيب ولا تستجيب لأي طلب». وفي سياق آخر، استبعد مساعف أن يكون بوجعدية موجودا في مقر الفرقة الوطنية للشرطية القضائية بالدار البيضاء، «بل يحتمل أن يكون في معتقل تمارة»، وقال في هذا المنحى إن جميع العائدين من غوانتنامو الذين سلمتهم السلطات الأمريكية إلى المغرب في وقت سابق مروا من سجن تمارة ثم تتسلمهم الفرقة لتوقيع المحاضر يوما أو يومين قبل إحالتهم على الوكيل العام بالرباط. وكانت بشرى بنموجان، زوجة بوجعدية، زارت رفقة أطفالها الثلاثة، (أسامة وميمونة وصفية) مساء السبت المنصرم، مقر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بهدف رؤية زوجها سعيد بوجعدية العائد من غوانتنامو والاطمئنان على أحواله الصحية، غير أنه قيل لها من طرف رجل أمن إن «هذا الأمر غير ممكن». وأوضحت بنموجان أن رجل الأمن استلم منها بطاقتها الوطنية ودون كل المعلومات الشخصية المتعلقة بها وبأطفالها وطلب منها الانتظار قليلا، قبل أن يعود ليخبرها بأن زوجها سعيد بوجعدية موجود عندهم، لكنه لم يحدد تاريخ مجيئه إلى مقر الفرقة، مؤكدا أن الوضع الصحي لزوجها جيد وأنه لا يعاني من أي شيء. والتمست بنموجان من رجل الأمن أن يستلم منها بعض المأكولات لإيصالها إلى زوجها، فكان رده: «كلشي عندو مخصو حتى حاجة»، قبل أن يضيف أن زوجها بوجعدية لن يمكث طويلا بمقر الفرقة وأنه ستتم إحالته على قاضي التحقيق في غضون اليومين المقبلين.