قال توفيق مساعف، المحامي المكلف بالبحث عن المختفيين سعيد بوجعدية ومحمد بنموجان، إنه يفكر الآن في تقديم شكاية ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر ممثلها الديبلوماسي بالمغرب، من أجل الاختطاف والاحتجاز وتعريض أشخاص للخطر دون مبرر قانوني وصرح المحامي توفيق ل "التجديد" أنه سيفكر بعد ذلك في الجهة القضائية التي ستتولى البحث في الشكاية التي سيتقدم بها في هذا الشأن، وأشار المحامي أن عائلة بنموجان كلفته بالقيام بجميع الإجراءات الإدارية والقانونية من أجل الكشف عن مصير كل من المواطنين المغربيين سعيد بوجعدية ومحمد بنموجان، وتحديد مكان وجودهما سواء كان بالمغرب أو خارجه، ويقول الأستاذ توفيق إنه راسل عدة جهات معنية كوزارة العدل ووزارة حقوق الإنسان ومنظمات حقوقية وطنية ودولية، وكذلك بعض الجهات القضائية المختصة، إلا أنه لم يتوصل بأي رد منها، ويضيف الأستاذ، أنه علم أخيرا أن وزير العدل أمر الوكيل العام للملك بإجراء المتعين قانونا للبحث عن هذين المواطنين، وحول سؤال إن كانت هناك معلومات جديدة حول المكان المحتمل احتجازهما به، أجاب المحامي إن هناك احتمالا كبيرا أن يكون كل من سعيد بوجعدية ومحمد بنموجان موجودين بالمغرب، بناء على تصريحات بعض أعضاء ما يسمى ب "السلفية الجهادية". وحسب المحامي، فإنه زار بعض هؤلاء الأعضاء بسجن عكاشة بالدار البيضاء وصرحوا له أنهم تأكدوا من وجود مغاربة استقدموا من غوانتانامو إلى المعتقل السري بمدينة تمارة، وعددهم حوالي 26 محتجزا، بما فيهم المسمى "عبد الله تبارك"، وهناك احتمال كبير على وجود سعيد بوجعدية ومحمد بنموجان معهم. وفي اتصال هاتفي بكل من أم محمد بنموجان وزوجة سعيد بوجعدية، أكدتا ل"التجديد" أنهما ما زالا يجهلان مصير المعنيين، وأنهما يودان من الجهات المعنية الكشف عن مكان وجودهما. وأضافتا أن ممثلا عن السلطة المحلية بالإضافة إلى دركي زارا منزليهما وحثاهما على البحث عن المحتجزين في السجون المغربية، فهل معنى ذلك أن سعيد ومحمد يوجدان بالمغرب؟ واستغربت بشرى بنموجان، زوجة سعيد بوجعدية، من أن عائلتها توصلت في يوم واحد بخمس رسائل من زوجها، وهي رسائل تحمل تواريخ قديمة، قادمة من غوانتنامو، مما يفيد أن زوجها ما زال في هذا المعتقل الأمريكي الكوبي. وشككت بشرى في تواريخ تلك الرسائل، وعبرت عن قلقها عن مصير زوجها وأخيها محمد بنموجان، وطالبت الهلال الأحمر المغربي بمساعدتها في هذا الموضوع، لكون الرسائل القادمة من غوانتنامو إليها تمر عبره. وللإشارة، فإن المحتجزين ربما تم توقيفهما بأرض أفغانستان، وبعد ذلك نقلا إلى معتقل غوانتانامو. ويبقى السؤال المطروح هل ما زالا بغوانتانامو أم نقلا مرة أخرى إلى بلدهما المغرب؟ وكيفما كان الحال فإن معتقلي غوانتانامو يوجدون في وضعية غير قانونية ومخالفة لكل مبادئ حقوق الإنسان المتعارف عليها، كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تبقى مسؤولة عن هذه الوضعية الشاذة. وبالنسبة للمغرب، قال مساعف إن السلطات المغربية أغفلت الدفاع عن حقوق وكرامة المغاربة المحتجزين بغوانتانامو، وأن الدستور يحتم عليها صيانة حقوقهم والحفاظ على السلامة البدنية للمغاربة أينما كانوا. عمر العمري