تأكد أن منير المتصدق، المغربي المتهم بالقيام بدور في هجمات 11 شتنبر 2001 على الولاياتالمتحدة لن يستقر في ألمانيا، وسيعود إلى المغرب في حال تبرئته من التهم الموجهة إليه، ذلك ما أكده المحامي يودو جاكوب في تصريح صحافي أدلى به يوم الأربعاء الأخير. ومن المنتظر أن تبت المحكمة في قضية المتصدق في ال 19 من الشهر الجاري، وقال جاكوب: >إذا طلب من منير مغادرة ألمانيا فسيفعل ذلك دون تردد<، وكان المحامي ذاته قد أعلن في يونيو الماضي أن موكله لا يريد العودة إلى المغرب تلقائياً بعد تبرئته ولكن يريد مواصلة مشواره الدراسي الذي بدأه في ألمانيا بجامعة هامبورغ التقنية، مبدياً استعداده إلى مقاومة قرار الإبعاد الصادرة من لدن وزارة داخلية هامبورغ إلى آخر لحظة، لكنه الآن لا يريد متابعة الدعوة وسيحل بالمغرب بعد تبرئته. ويرى مراقبون أن تصريح المحامي، الذي يأتي قبيل جلسة المحكمة، جاء ربما من أجل طمأنة المدعي العام حول مصير المتصدق في ألمانيا، وأنه لن يبقى فيها من أجل تسهيل محاكمته وتليين الموقف لتبرئته، كما قال جاكوب إن المحكمة الفدرالية ليست لها أية أدلة لتجريم موكله، بل إنها تعتقد جازمة ببراءة المتصدق خاصة بعد التصريحات القادمة من الولاياتالمتحدة. وكانت السلطات الألمانية في هامبورغ قد أصدرت قرارا بإبعاد المتصدق في الصيف الماضي، لكنه لم ينفذ بسبب متابعته في القضية، في حين كان مواطنه عبد الغني مزوضي حل بالمغرب يونيو 2005 بعد تبرئته من تهمة الانتساب إلى خلية هامبورغ بسبب عدم كفاية الأدلة، وكانت السلطات الألمانية أصرت على مغادرته ألمانيا وأعطته مهلة 14 يوما ابتداء من النطق بالحكم للمغادرة. وقال مسؤول أمن محلي في هامبورغ ماركو هاس إن منير سيعاقب بالسجن إذا لم يمتثل لقرار الإبعاد، بل ذهب إلى حد التهديد بترحيله بالقوة، وتعتقد السلطات المحلية في المدينة المشار إليها أن المتصدق خطير على أمنها بانتمائه إلى ما تصفه جماعة إرهابية محظورة، وبسبب معرفته بأشخاص لهم علاقة بتفجيرات نيويورك. وأدلت ل التجديد مصادر مقربة في مدينة مراكش، مسقط رأس منير المتصدق ومقر سكنى عائلته، أنها مطمئنة لنزاهة القضاء الألماني وأنا منير سيعود إلى أحضان عائلته في مراكش، مضيفة أن دليل براءته قدم من الولاياتالمتحدة نفسها، وهو يؤكد ألا علاقة لمنير بخلية هامبورغ مع أنه أنه كان يعرف بعض المتهمين في القضية، وتعتقد المصادر نفسها أن القضية ستؤول إلى ما آلت إليه قضية صديقه ومواطنه عبد الغني المزوضي الذي برئ وعاد إلى مراكش يوينو الماضي. وأضاف المصدر نفسه أن شعوره راجع إلى كون وزارة العدل الأمريكية أبلغت المحكمة الفدرالية الألمانية أن اثنين من المعتقلين لديها بتهمة الإرهاب أكدا في اعترافاتهما أن المتصدق لم يكن على علم بهذه الهجمات، كما أكدت وزارة العدل في تقرير أرسلته بالفاكس وتلي أمام محكمة الاستئناف أن المتصدق لم يكن على علم بنشاطات خلية هامبورغ التي يعتقد أنها خططت للهجمات. وقال التقرير إن رمزي بن الشيبة المتهم بكونه منسق الهجمات لم يبلغ المتصدق بالتخطيط لتنفيذ الهجمات لأسباب أمنية، كما أن خالد الشيخ المعتقل الثاني لدى السلطات الأمريكية لم يتطرق لأي من تفاصيل الخطة مع المتصدق. يشار إلى أن محكمة بمدينة هامبورغ الألمانية قد أمرت بإطلاق سراح المتصدق بعد أن قبلت طلب الدفاع بالإفراج عنه، إلى حين إعادة محاكمته بعد أن نقضت المحكمة العليا الاتحادية الألمانية حكما بسجنه 15 عاما لإدانته بتهمة الانتماء لتنظيم القاعدة، والتآمر لتنفيذ الهجمات على نيويورك وواشنطن، وكان قرار الإفراج ينص على عدم السماح للمتصدق بمغادرة مدينة هامبورغ ومصادرة جواز سفره.