من المنتظر أن تعقد يوم الإثنين المقبل غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء جلستها الأولى لمحاكمة المتهمين في قضية ما أصبح يعرف ب" الخلية النائمة للقاعدة بالمغرب". ويتعلق الأمر بكل من السعوديين الثلاثة: الثبيتي والغامدي والعسيري بالإضافة إلى مغربيات ومغاربة آخرين منهم زوجتان مغربيتان لسعوديين متهمين. وكان المتهمون قد تم تقديمهم قبيل الصيف الماضي إلى قاضي التحقيق الذي أجرى تحقيقا تفصيليا حول التهم الموجهة إليهم وأشدها تهمة التخطيط لأعمال إرهابية بالمغرب وضد دول أجنبية على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية بعرض السواحل المتوسطية. وسبق لقاضي التحقيق أن تحدث في صك الاتهام الذي قدمه للصحافة الوطنية والدولية يوم 81 يونيو الماضي عن الأدلة التي تشكل وسائل إثبات ضد الجماعة المتورطة في هذه القضية ويتعلق الأمر بحقيبة للمتفجرات وجدت بها مواد قابلة للانفجار. وحسب الإجراءات المسطرية الجنائية فإن قاضي التحقيق له الحق إما في حفظ الملف أو إقرار المتابعة سواء بإعادة تكييف التهم والإحالة على الجهة المختصة أو الإحالة وفق المنسوب إلى المتهمين. من جهة أخرى، كانت "التجديد" أجرت لقاء صحفيا مع شاهدين هما خديجة بريطال وعبد المجيد الكارح أكدا من خلاله نفيهما لمعاينة أية مواد متفجرة بالحقيقة التي تحدث عنها قاضي التحقيق كدليل إدانة. وفي موضوع ذي صلة، تواصلت أمس (الأربعاء) لليوم الثاني على التوالي محاكمة المغربي منير المتصدق في طرف النيابة العامة الألمانية بتهمة الضلوع في التفجيرات التي استهدفت كلا من واشنطن ونيويورك بالولاياتالمتحدةالأمريكية في 11 شتنبر من العام الفارط. وخصصت الجلسة الثانية من المحاكمة التي تجري أطوارها بمحكمة الجنايات بهامبورغ الألمانية للاستماع إلى المتصدق ودفاعه فيما يرتبط بعلاقات المتهم بأعضاء من القاعدة خلال الشهر السابق لتفجيرات الحادي عشر من شتنبر. وكان المتصدق نفى خلال الجلسة الأولى من المحاكمة أول أمس (الثلاثاء) صلته بالمتهمين مباشرة بتفجيرات الحادي عشر من شتنبر، لكنه أقر في الوقت نفسه ولأول مرة بسفره إلى أفغانستان لتلقي تداريب عسكرية على يد تنظيم القاعدة. وأكد متصدق خلال الجلسة الأولى دائما عدم علمه بمخططات زملائه في الجامعة المتهمين بوقوفهم وراء التفجيرات التي استهدفت الولاياتالمتحدةالأمريكية وهما المصري محمد عطا والإماراتي مروان الشيحي. من جهته، اعتبر محامي الدفاع "هارتموت جاكوبي" إن الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية بهامبورغ إلى المتصدق استندت فقط على الاتصالات التي أجراها موكله مع أشخاص مشتبه فيهم، وأنها، أي الاتهامات، ليست مبنية على براهين وإنما فقط على فرضية تمويله من ألمانيا للتداريب على قيادة الطائرات التي استعملها الانتحاريون في الولاياتالمتحدة. ومن المنتظر أن تستأنف محاكمة المتصدق (82 سنة) وذلك إلى غاية شهر يناير المقبل وسط تشديد أمني كبير ومتابعة إعلامية دولية قوية. ويعتبر منير المتصدق ثاني متهم مغربي يتابع بتهمة المشاركة في تفجيرات 11 شتنبر من العام الماضي بعد زكرياء الموساوي الذي تجري محاكمته في الولاياتالمتحدة. عمر العمري ويونس