قرر المجلس الفيدرالي للقضاء بألمانيا فتح ملف المتهم المغربي منير المتصدق مجددا، كما حدد تاريخ الرابع من مارس المقبل موعدا للبت في قضيته. وكانت هيأة محكمة هامبورغ العليا في ألمانيا قد قضت في شهر فبراير المنصرم بسجن المتصدق لمدة خمسة عشر عاماً بعد أن أدين بتهمة الضلوع في هجمات الحادي عشر من شتنبر .2001 وهي الهيأة نفسها التي قامت بإخلاء ساحة مغربي آخر يدعى عبد الغني المزوضي قي شهر دجنبر الأخير، إثر ورود شهادة مخبر تبرئه من تهمة المشاركة في الهجمات المذكورة، وإثرها دعا دفاع المتصدق إلى إطلاق سراح موكلهم أيضا، لكن المحكمة رفضت الدعوة على اعتبار أنه سبق وأن حكم عليه. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن رئيس المجلس الفيدرالي للقضاء كلوس تولكسدورف تأكيده أن المجلس شرع يبحث بداية من أول أمس في مدى جدية معالجة محكمة هامبورغ للأدلة المُدينة للمتهم المغربي، متسائلا، في هذا الصدد، بالقول: أليس من الضروري، حين تحجز إدارات في الدولة بعض الأدلة في قضية المتصدق، من إعادة الفحص بدقة في الأدلة المجمعة ضده؟. واعتبر رئيس المجلس أن السؤال الذي يجب طرحه في الحال الذي ترفض فيه بعض الوثائق المبرئة للمتهم، ألا يكون الأخير ضحية محاكمة هزلية؟. وكانت قد أثارت قضية المتصدق تساؤلات حول أسلوب تعامل المحكمة مع المعلومات الاستخباراتية، إذ اعترض الدفاع على حجب معلومات وصفت بأنها مهمة. وصرح محامي المتهم المغربي جيرارد سترات، من جهته، بأن محاكمة المتصدق خالفت مساطر المحاكمة العادلة، مؤكدا، بهذا الخصوص، أن ليس هناك من شاهد في قضية موكله أفضل من اليمني رمزي بن شيبة، المتهم بالتخطيط لهجمات 11 شتنبر والمعتقل حاليا بالسجون الأمريكية، والذي كانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد رفضت نشر شهادته في القضية. ويأمل دفاع المتصدق أن يكون قرار المجلس الفيدرالي للقضاء بألمانيا بإعادة فتح ملف موكلهم خطوة نحو إخلاء سبيله مثلما حدث لمواطنه عبد الغني المزوضي. يشار إلى أن المتصدق ظل متشبثا بنفيه القاطع للتهمة الموجهة إليه، مؤكدا على مدى أطوار المحاكمة، التي استمرت زهاء ثلاثة أشهر ونصف، أنه لم يكن على علم مسبق بخطط هجمات شتنبر، وأن كل ما قام به هو أنه ربط علاقات صداقة مع شبان مسلمين في مدينة هامبورغ، ضاربا عرض الحائط بمزاعم هيأة الإدعاء من أنه قدم العون لخلية تابعة لتنظيم القاعدة بمدينة هامبورغ، خطط أعضاؤها لعملية اختطاف الطائرات واستخدامها في الهجوم على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن. يونس السلاوي