أقدم مركز أونطوان لتعليم اللغات بحي الدريبة، بالمدينة القديمة بمكناس، على تثبيت صليب من الحجم الكبير على بوابته الرئيسية، وكان المركز الذي يتوفر على منزلين يوجدان بنفس الحي المذكور، يضع صليبا لا يتجاوز طوله عشرين سنتمترا، إلا أن القائمين عليه استبدلوه قبل أسابيع بصليب أكبر حجما، وذلك بعدما أقدم شخص على انتزاع الصليب الأول، احتجاجا على الحملات التنصيرية التي يتعرض لها المغاربة، وأفاد شاب من المنطقة، بأن تثبيت الصليب الجديد، صاحبته طقوس كاثوليكية، حضرها أزيد من ستين مسيحيا، وبينما كان يعتقد ساكنة الحي أن المركز الأجنبي يندرج في إطار المراكز التي تسيرها الكنائس بالمغرب، وهو ما يبرر وجود الصليب، أكد المسؤول الأجنبي عن المركز، في تصريح لالتجديد، على أن مركز أونطوان، مركز مستقل وغير خاضع لرعاية أو رقابة الكنيسة، بينما تتمثل مصادر تمويله، حسب المتحدث، في تبرعات منظمات أوروبية وأسترالية، بالإضافة إلى دعم الكنيسة الكاثوليكية بالرباط. من جهة أخرى، اعتبر عبد المالك زعزاع، المحامي بهيئة الدارالبيضاء، في تصريح لالتجديد، أن النقطة المركزية في النقاش حول الموضوع، هي أن هذا المكان غير مخصص للعبادة، ولذلك ليس هناك ما يبرر وجود الصليب لا من الناحية القانونية، ولا من الناحية الدينية، يضيف زعزاع، في الوقت الذي يوجد فيه الصليب، أو أي رمز من الرموز الدينية في الكنائس، والتي تعتبر أماكن للعبادة، واعتبر زعزاع أن وجود الصليب بمدخل البناية، يدل على أن شيئا ما يروج هناك، وعلى السلطات المحلية بمكناس فتح تحقيق في الموضوع، والعمل على إزالة هذا الصليب، حماية لأمن وعقيدة المغاربة المسلمين، ثم لأنه ليس هناك ما يبرر وجوده من الناحية القانونية. وفي سياق متصل، وفي رده على استفسار التجديد، عن الدافع وراء تثبيت الصليب بالباب الرئيسي للمركز، قال المسؤول الأجنبي عن المركز، نحن خمسة إخوان كاثوليك أجانب، نقدم عملا خيريا تطوعيا لفائدة التلاميذ، والصليب يرمز لديانتنا، المسؤول الكاثوليكي، أفاد بأن المركز يشتغل منذ سنة ,1942 وكان يقدم خدمات اجتماعية تخص التطبيب والاستشفاء، ليتم استبدالها بخدمات جديدة، تتمثل في دروس دعم التلاميذ في اللغات الأجنبية، ويستقطب المركز نحو 1400 تلميذ سنويا من تلاميذ الإعدادي والثانوي يؤدون انخراطا سنويا، يتمثل في ثلاثين درهما، مقابل الاستفادة من خدمات المركز، الذي يتوفر أيضا على مكتبة وقاعة للمطالعة، ومن بين المفارقات العجيبة التي عاينتها التجديد، وجود ملصق بسبورة الإعلانات، وعلى بعد بضعة أمتار من مجسم الصليب، الملصق يضم الآية القرآنية الكريمة: ومن لم يجعل الله له نورا، فما له من نور .