أطلقت الحكومة الموريتانية،حوارا مع السجناء السلفيين، في سابقة من نوعها في هذا البلد الذي شهد سلسلة أعمال عنف نسبت إلى تنظيم القاعدة. وأطلق هذا الحوار في السجن المركزي بنواكشوط، حيث يعتقل 67 سلفيا موريتانيا أدينوا بارتكاب أعمال إرهابية، بينهم منفذو الاعتداء الذي أسفر في دجنبر 2008 عن مقتل أربعة سياح فرنسيين في ألق 250 كلم شرق نواكشوط. وقال وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي في موريتانيا أحمد ولد النيني بهذه المناسبة نلتئم اليوم لنناقش معا سبل الخروج من أزمة تهدد السلم الاهلي في بلد عرف بالتسامح والرحمة والانفتاح والنصح. ودعا الوزير الموريتاني السجناء السلفيين إلى الاستفادة من هذا الحوار الذي سيقوده حوالى 20 فقيها وعالم دين موريتانيا. وبدا السجناء السلفيون منقسمين حيال هذه المبادرة، إذ أيدت غالبية منهم الحوار وأبدت استعدادها لنبذ العنف، ولا سيما بعدما أطلق 47 سجينا منهم مؤخرا دعوة للحوار مع السلطة. أما معارضو الحوار فيقودهم الخديم ولد السمان، وهم مسجونون منذ 2008 وملاحقون خصوصا بجريمة اغتيال السياح الفرنسيين في ألق. وقال ولد السمان، وقد حمل قطعة قماش كتب عليها تنظيم القاعدة الى جانب رسم لقنبلة يدوية، أتحدث باسم الذين رفعوا السلاح لإعلاء كلمة الله والمقتنعين بالجهاد وكفر الأنظمة ولم أتكلم باسم المخذلين. وقال عضو في الوفد الرسمي إن الخديم ولد السمان يتحدث باسم أقلية ممن أيديهم ملطخة بالدماء وهم لا يتوقعون بالتالي الإفراج عنهم. ومن المقرر استمرار هذا الحوار لثلاثة أيام ولكن قد يجري تمديد هذه الفترة اذا دعت الحاجة، كما اعلنت السلطات. وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خلال العامين الفائتين سلسلة هجمات دامية في موريتانيا من بينها اغتيال أربعة سياح فرنسيين في ألق في دجنبر 2008 واغتيال سائح أمريكي في يونيو في العاصمة. وخطف ثلاثة عمال إنسانيين في 29 نونبر في موريتانيا تلتها في دجنبر عملية خطف أخرى لسائحين إيطاليين.