قال الخديم ولد السمان، زعيم تنظيم القاعدة في موريتانيا، إنه مستعد للتوقيع على اتفاق مصالحة مع لجنة العلماء، التي انتدبتها السلطات لمحاورة السجناء السلفيينالخديم ولد السمان مبتسما وسط حشد من أنصاره (خاص) وحدد ولد السمان المعتقل داخل السجن المركزي بنواكشوط شرطين أساسيين للتوقيع على الاتفاق مع لجنة العلماء على مصالحة وطنية، هما "تطبيق الشريعة" في موريتانيا و"إجراء هدنة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وقال الخديم، المتهم بحمل السلاح ضد الدولة، وقتل السياح، وقيادة تيار إرهابي، والهجوم على سفارة إسرائيل في نواكشوط، إنه لا يمكن إجراء اتفاق حقيقي بدون تطبيق الشريعة في موريتانيا وإجراء هدنة مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأكد ولد السمان أنه مستعد للتقيد بتلك الهدنة في حال حدوثها، كما أنه مستعد لترك العمل الجهادي حال تطبيق الشريعة، حسب المصادر. ونفى ولد السمان انشقاق مجموعة من سجناء التنظيم عنه، وقبولهم بالتوقيع على الاتفاق. وكان الشيخ محمد الحسن ولد الددو، رئيس لجنة العلماء المحاورين، أكد أن السجناء تبرأوا من أفكار العنف وتعهدوا بعدم حمل السلاح، ومن كان منهم عضوا في تنظيم القاعدة تبرأ منه، باستثناء سجينين. ووصف الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، الحوار، الذي أجرته لجنة من العلماء الموريتانيين بتفويض من الحكومة مع سجناء تيار السلفية الجهادية ب"المهم" وقال إن "الحوار مع السجناء كان بالغ الأهمية رغم أن البعض أنتقده وشكك في أهميته"، مشيرا إلى أن هذا الحوار "لعب دورا كبيرا في إنارة الرأي العام". وكانت لجنة من العلماء الموريتانيين قد حاورت، خلال جلسات احتضنها السجن المركزي بنواكشوط، نحو سبعين من سجناء التيار الجهادي، الذين اعتقلوا في ملفات لها علاقة بالإرهاب. وأفضت هذه المراجعات الفكرية إلى إعلان حوالي 90 في المائة من أعضاء تيار السلفية الذين شاركوا في هذا الحوار "توبتهم".