بلغ عدد المصلين خلف الشيخ المقرئ عبد الرحيم نبولسي أثناء صلاة التراويح بمسجد الكتبية بمراكش يوم الإثنين 24 غشن 2009 حوالي 25 ألفا حسب تقديرات أحد رجال الأمن المنظمين، وهو العدد المرشح للارتفاع في الأيام القادمة بعد شيوع خبر تواجده في المسجد ذاته. ولم يستطع المسجد الجامع للكتيبة استيعاب ذلك العدد من المصلين، فتحولت ساحات المسجد الأمامية والخلفية لأماكن أضافية لتنظيم صفوف الصلاة. وسجل المصلون بارتياح تواجد نبولسي في مسجد الكتبية المتواجد وسط المدينة، وبغير ارتياح التنظيم غير المحكم في ساحة المسجد سيما مع عدم تواجد الأفرشة الضرورية، واختلاط المصلين بالدراجات النارية، ووقوف عدد من القوات المساعدة مواقف المتفرجين، فيما شوهد عدد من أعضاء ودادية الحي الشمالي 1 بالداوديات ينظمون دخول وخروج الشيخ من المسجد وتوافد عدد من محبيه للسلام عليه، وعلمت التجديد أن هؤلاء رافقوا الشيخ للغرض نفسه بعدما استقبلوه بمسجد حيهم في السنة الفارطة، وكان هناك شد وجدب حول أحقية أي مسجد باستقبال نبولسي الذي طُلب منه أن يصلي في الكتبية ولم يقبل في البداية تقديراً للإمام الموجود، وطلب من أصحاب الشأن أن يعتذروا للإمام السابق، وهذا من أدب الشيخ وتواضعه حسب تعبير أحد المقربين منه. من جهة ثانية قال شهود عيان إن منظر المصلين في الساحة الكبيرة لمسجد الكتبية استأثر باهتمام عدد من السياح الأجانب، الذين ابدوا إعحابهم بالدين الإسلامي وبالطريقة الجميلة التلقائية التي تنظم بها صفوف المصلين. وفي الوقت الذي تعذر الوصول إلى الشيخ نبولسي بعد صلاة التراويح لمعرفة آخر أخباره، قالت مصادر مقربة منه إن أمر إنشاء معهد القراءات والذي أعلن عنه في السنة الماضية يسير إلى خير، وكان الشيح نبولسي قد بشر بقرب إنشاء جامعة للقراءات وعلوم القرآن بالمغرب يشرف عليها الملك شخصيا، وأنها ستكون معلمة فريدة في العالم الإسلامي، وسيكون لها كليات في مدن مغربية، وملاحق في بلاد المشرق وأوروبا. وكان نبولسي، وهو أحد أشهر المقرئين المغاربة وحاصل على الدكتوراه في القراءات، قد أوضح أن الملك محمد السادس كلفه، عن طريق أحد مستشاريه، بإعداد البرنامج العلمي للجامعة والذي انتهى منه، مبرزا أن مركز الجامعة التي ستتخذ اسم جامعة محمد السادس أوالجامعة المحمدية للقراءات وعلوم القرآن سيكون إما في فاس أو في مراكش، وتعرف مساجد المدينة إقبالا منقطع النظير للمصلين في كل الصلوات وخاصة في صلاة التراويح سيما مع وجود عدد من القراء الجيدين من خريجي دور القرآن بمراكش والنواحي، وعلى رأسهم نبولسي دكتور القراءات العشر، والشاب المقرئ وديع شاكر بمسجد القصبة الجامع مولاي اليزيد، والمقرئ معاذ الكور بمسجد المواسين، والمقرئ جمال الكريد بمسجد إسيل، والمقرئ هشام الزبيدي بمسجد جليز قرب الكنيسة، والمقرئ زكرياء مساعد بمسجد الوحدة الخامسة بالداوديات، والمقرئ سمير بلعشية بمسجد السعادة وراء مرجان، والمقرئ يونس مدهوز بمسجد معطى الله بالمحاميد، والمقرئ عبد الله السوسي بمسجد صوكوما، والمقرئ صلاح الجعفري بمسجد الحي العسكري ,2 والمقرئ الحسن جاكوم بمسجد الأنوار الكبير بشارع علال الفاسي، وقال مهتمون إن السنة الجارية عرفت ما أسمته تخفيف وطأة المندوبية لأنها نزلت عند رغبة المواطنين، ولم تفرض عليهم الإقصاء والفرض لأشخاص حسب هوى بعض المسؤولين فيها، مما أضفى على المساجد رونقا ومتعة في القراءة والتواصل مع المواطنين، ولأن المواطنين ألفوا القراءة الجيدة من طرف المتعلمين للتجويد أصحاب القراءة الطيبة الجذابة ويحظى المقرئون باهتمام خاص بمدينة مراكش، حيث تنقل العديد من صلاة التراويح إلى المواقع الالكترونية وفيها يبدون مشاعر الإعجاب ويتبادلون أخبارهم، ووصلت التجديد رسائل من السعودية تتأسف على رحيل الشيخ نبولسي منها أواخر العام ,1428 وتذكر أن له متابعون من خارج المغرب السعودية والخليج وأوربا، وبالأخص في السعودية لأنه عاش فيها سنوات عديدة وصلى في كثير من مساجدها، وصلى في أكبر مسجد في جدة (جامع الملك فهد بإسكان الشرفية) ودرس في جامعة أم القرى بمكة المكرمة، وكان محبوباً من قبل طلابه وجيرانه ومن حوله.