تبادل عمر الجازولي، عمدة مراكش منسق جهوي لحزب الاتحاد الدستوري، و عبد اللطيف أبدوح، الرئيس السابق لمقاطعة مراكش المنارة وأحد قياديي حزب الاستقلال، الاتهامات ببيع المدينة الحمراء والقيام بحملة انتخابية سابقة لأوانها، وذلك في ندوة حول استحقاقات 12 يونيو نظمت السبت الماضي بأحد الفنادق الفخمة بالمدينة. واستغل الجازولي عقد الندوة التي شارك فيها أيضا عدد من منسقي الأحزاب السياسية، وتناوب على مائدتها فاعلون سياسيون من مختلف الأحزاب، لإشهار كيس بلاستيكي باللون الوردي وفيه شعار حزب الاستقلال، ليعلن للجميع أنه وجده يوزع في دوار السراغنة، أحد الدواوير الفقيرة، والتي يعول عليه المرشحون كثيرا في حصد مزيد من الأصوات، قبل أن يرد أبدوح أنه يعرف من باع له ذلك الكيس الذي يعود لانتخابات سابقة. وكشف كثير من المتدخلين عن أمور خطيرة تستدعي حسب العديد من المتتبعين والحقوقيين تحرك وزارة الداخلية من أجل فتح تحقيق فيها، ومنها استعمال المال الزائد عن المسموح به في الحملات الانتخابية، واستفحال الرشوة في المجالس البلدية، حيث أشار أكثر من متدخل إلى وجود ما أسموه كائنات انتخابية، اغتنت بين ليلة وضحاها بعد وصولها إلى مقاعد المجلس البلدي، كما أن هناك كائنات لا عمل لها وترضى بالفتات من أجل الحضور للتصويت. ولم يجد عمدة المدينة الكثير مما يقوله غير التلويح بكتيب قال إن فيه إنجازات المجلس، وإنه موجود على الأنترنيت، لكن أحد المتدخلين كشف أن تسيير العمدة للمجلس كان فرديا ودون مستوى طموحات المراكشيين، حيث كان من الممكن أن تصل ميزانية المدينة إلى 100 مليار سنتيم، في حين لم تتعد 60 مليار، كما قال إن التدبير السيء هو الذي طبع الكثير من المشاريع مثل سوق الجملة وسوق إيزكي. وأضاف الجازولي أن المجلس السابق بقيادة أبدوح باع كل مراكش، فيما رد أبدوح أن التسيير الحالي كان تسييرا عاديا لليومي وبدون إبداع، وأن الجازولي هو من باع سوق جيليز التاريخي. وقال رشيد بن الدريوش عن الحركة الشعبية إن الرئيس يتعرض لضغوط من المنتخبين، ومن السلطة أيضا، مما يجعل تحركه محدود جدا، فيما أشار محمد العربي بلقايد الكاتب الجهوي للعدالة والتنمية إلى كون المدينة عرفت تطورا مهما؛ مستغلة الحركة العمرانية والعقارية، لكن لم ترق إلى المستوى المطلوب المذكور آنفا، وأن التصويت على النقاط المدرجة لم تمر أي واحدة منها بالإجماع الذي تحدث عنه العمدة، مما ترك هذا الأخير يقول محرجا جل النقاط وليس كل. وأشار أن المجلس اتخذ الكثير من القرارات الخاطئة، وأن المدينة كانت تستحق تشكيلة أفضل مما مر في السنوات الست الماضية. ولوحظ حضور العديد من موظفي المجلس الجماعي، كما جاء أغلب المسؤولين بسيارات المجلس إلى الندوة التي لم ترق إلى تطلعات الكثيرين ممن حضروا، والذي بدأ الكثيرون منهم يغادرونها قبل انتهائها بمدة كبيرة، بسبب عدم قدرة المسير على المسك بكثير من خيوط القضايا التي تشغل بال الكثيرين، خاصة الفضائح المتتالية التي عرفها المجلس السابق؛ منها فضيحة كازينو السعدي التي ارتبطت باسم أبدوح، وفضائح المجلس الحالي التي ارتبطت بعمر الجازولي آخرها قضية ملايير البنين.