بدأت معالم الخريطة السياسية لتشكيلة مجلس عمالة مراكش في الاتضاح مع بداية العد العكسي لإجراء انتخاب رئيس وأعضاء المجلس، يوم 26 غشت الجاري. وشرعت الأحزاب، التي دخلت حلبة التنافس على رئاسة مجلس العمالة، في التنسيق في ما بينها، الأمر الذي سيفتح الباب على مصراعيه أمام سيل من التحالفات والتحالفات المضادة، ما سيبقي كل الاحتمالات واردة في إنجاز التحالفات التي تتحكم فيها المعطيات العددية أكثر من السياسية. وحسب المعطيات الأولية المتسربة عن المشاورات الجارية بين عدد من المنتخبين، فإن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي فاز بعمودية مراكش في شخص المحامية فاطمة الزهراء المنصوري، يسير نحو رئاسة مجلس عمالة مراكش، إذ من المرجح أن يتولى، حميد نرجس، المنسق الجهوي للحزب، منصب رئاسة مجلس العمالة، بعدما جرت تزكيته لقيادة لائحة التراكتور، التي تضم كلا من عدنان بنعبد الله، رئيس مقاطعة المنارة، وميلودة حازب، رئيسة مقاطعة النخيل، وزكية المريني، رئيسة مقاطعة جيليز. ويتداول متتبعو الشأن الانتخابي بالمدينة الحمراء، أسماء أعضاء في حزب الأصالة والمعاصرة، مرشحين لرئاسة مجلس العمالة بلوائح مستقلة، على رأسهم الرئيس المنتهية ولايته، عبد العزيز الدريوش، الكاتب الإقليمي وعضو المجلس الوطني لحزب التراكتور، والحبيب بن الطالب، عضو الكتابة الجهوية والمجلس الوطني للحزب نفسه، وإسماعيل البرهومي، الرئيس السابق للجماعة القروية حربيل، وعمر خفيف، اللذان ترشحا في الانتخابات الجماعية الأخيرة باسم الأصالة والمعاصرة، بالإضافة إلى بعض الأسماء الأخرى، التي دخلت حلبة التنافس على رئاسة مجلس العمالة من ضمنها عبد العزيز البنين، النائب الأول لعمدة مراكش، والمنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي سيقود لائحة تحالف تضم أعضاء من العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي والحزب العمالي. ولم تحسم قيادة حزب الاستقلال في الاسم الذي سيجري ترشيحه إلى منصب رئاسة مجلس العمالة، بسبب ما وصفه بعض المهتمين بالشأن المحلي ب "الصراع الجاري بين أقطاب الحزب حول من له الحق في قيادة حزب الميزان في انتخابات رئيس مجلس وأعضاء العمالة". وأكدت مصادر مهتمة بالشأن المحلي أن أحمد البنا، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الدستوري، الذي حصل على المرتبة الأولى من حيث المقاعد الانتخابية خلال الاستحقاقات الجماعية الأخيرة لشهر يونيو الماضي، أبدى رغبته في الترشيح لمنصب رئاسة عمالة مراكش، ولم تستبعد المصادر نفسها أن يتحالف مع حزب الأصالة والمعاصرة، لقطع الطريق على عبد العزيز البنين، المنافس الأول لحميد نرجس على رئاسة مجلس عمالة مراكش.