لن يجد منتخبو مجلس مدينة البيضاء الوقت الكافي لأخذ قسط من الراحة قبل الدخول إلى معركة انتخاب مجلس عمالة الدارالبيضاء. ووسط أجواء يسودها الترقب والحذر، وستجرى في رمضان المقبل (الأربعاء 26 غشت) عملية انتخاب أعضاء مجلس عمالة الدارالبيضاء، فيما تستقبل ولاية الدارالبيضاء الكبرى ابتداء من منتصف الشهر القادم (16 غشت) التصريحات بالترشيح من لدن وكلاء اللوائح للتنافس حول رئاسة مجالس العمالات والأقاليم بالمملكة. وانطلقت نهاية الأسبوع الماضي عدة مشاورات بين أعضاء مجلس المدينة، خصوصا الفرق التي لم يحالفها الحظ في الحصول على 31 مقعدا بمجلس المدينة، وهو العدد الكافي لتقديم لوائح الترشيح. ويبلغ عدد المقاعد المخصصة لمجلس عمالة البيضاء 31 مقعدا يتم التنافس عليها عن طريق الاقتراع باللائحة وبالتمثيل النسبي على أساس قاعدة أكبر بقية، بالإضافة إلى ممثلين عن غرفة الفلاحة وغرفة التجارة والصناعة والخدمات وغرفة الصناعة التقليدية وغرفة الصيد البحري، وينتخب ممثل واحد عن كل غرفة بالأغلبية النسبية من بين أعضاء الغرفة المنتخبين. حزب الحركة الشعبية، الذي ترأس المجلس خلال الولاية السابقة، يطمح إلى أن يتم إنصافه عبر دعم ترشيح سعيد حسبان، رئيس مجلس العمالة المنتهية ولايته، الذي ضمن للحركة الشعبية الفوز برئاسة مقاطعة الفداء بعدما حصل على إجماع أعضاء مجلس المقاطعة ب32 صوتا. وحسب مقرب من سعيد حسبان، فإن هذا الأخير يطمح إلى استكمال البرنامج الذي تم تسطيره خلال الولاية المنتهية لمجلس العمالة والتي تتضمن برامج تم تسطيرها على المديين المتوسط والبعيد. ومن بين الأسماء التي يجري تداولها بين الأعضاء هناك محمد مصطفى الإبراهيمي عن حزب الاتحاد الاشتراكي. وفي اتصال هاتفي ل«المساء» قال الإبراهيمي، رئيس المجلس الإقليمي لآنفا سابقا، إن الوقت لم يحن بعد للحديث عن تشكيلة مكتب المجلس المقبلة، وأضاف الإبراهيمي:«كل ما في الأمر أن بعض الأعضاء هم الذين اقترحوا اسمي». واعتبر الإبراهيمي أنه يجب فتح نقاش بين المكونات السياسية بين الأعضاء حول الأدوار التي يجب أن يلعبها مجلس العمالة داخل مدينة البيضاء، وقال الإبراهيمي:«في نظري يجب أن تعود لمجلس العمالة الاختصاصات التي خولها له القانون». وعلى عكس الاتحاد الاشتراكي الذي سيجد صعوبات كبيرة من أجل تشكيل لائحة، لن يجد حزب الأصالة والمعاصرة أدنى صعوبة من أجل تشكيل لائحته بعد أن قام باستقطاب أعضاء جدد مباشرة بعد انتهاء الانتخابات الجماعية، وقد ارتفع فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس المدينة من 21 عضوا إلى حوالي 44 عضوا، ومن بين الأسماء التي يتم التنسيق حولها هناك سعد العباسي، الرئيس السابق للمجموعة الحضرية بالدارالبيضاء، والذي يطمح إلى أن يتربع على كرسي الرئاسة بعد أن خسر رئاسة مقاطعة سيدي بليوط. حزب العدالة والتنمية لم يقرر بعد الاسم الذي سيمثل الحزب للتنافس حول رئاسة مجلس العمالة، وقال مصطفى الحيا، نائب رئيس مجلس المدينة ورئيس مقاطعة مولاي رشيد، في اتصال هاتفي ل«المساء»، إن المكتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية لم يقرر بعد في الاسم الذي سيتنافس حول رئاسة المجلس». وحول التحالفات الممكنة، قال الحيا إن حزبه يمكن له الانفتاح على بعض الأحزاب كما يمكن له الدخول في تنسيقات تخدم مصلحة سكان المدينة.