تتضح، اليوم الأربعاء، تشكيلة مكتب مجلس عمالة مراكش، في ظل منافسة قوية بين كل من عبد العزيز البنين، وكيل لائحة تحالف التجمع الوطني للأحرار، التي تضم كلا من حزب العدالة والتنمية والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحزب العمالي من جهة، وبين وكيل لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، حميد نرجس، الكاتب الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة من جهة أخرى. ويجري التنافس على أشده، بين المتحالفين داخل مكتب مجلس بلدية مراكش، والمتنافسين على رئاسة مجلس عمالة مراكش، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشرا على «تحالف هش» يمكن أن ينفك في حالة ما إذا قررت محكمة الاستئناف الإدارية بمراكش، تأييد الحكم الابتدائي للمحكمة الإدارية، القاضي بإلغاء نتائج انتخابات الدائرة 10 بالمنارة والتي حملت فاطمة الزهراء المنصوري، إلى منصب عمودية المدينة الحمراء. مصادر عليمة قالت ل«المساء» إن وكيل لائحة تحالف التجمع الوطني للأحرار، الذي احتل الرتبة الأولى (6 مقاعد من أصل 31) اتصل في وقت سابق بحميد نرجس من أجل بناء تحالف أولي، يقضي بمنح رئاسة مجلس عمالة المدينة الحمراء لعبد العزيز البنين ورئاسة مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز لخال فؤاد عالي الهمة، أو العكس. لكن حميد نرجس رفض هذا العرض، مكتفيا بالتأكيد على أن التحالف مع البنين يمكن أن يحدث بعد اتضاح خارطة الأغلبية داخل مجلس العمالة. وأوضحت المصادر ذاتها، في حديث مع «المساء» أن احتدام السباق على رئاسة مجلس العمالة بالمقارنة مع الرهان بشكل كبير على رئاسة مجلس الجهة، مرده إلى وجود منافس قوي على هذا المنصب، ويتعلق الأمر بالاتحادي عبد العالي دومو، رئيس مجلس جهة مراكش تانسيفت الحوز. كما علمت «المساء» من مصادر مقربة من موضوع التحالفات، أن التجمعي عبد العزيز البنين أجرى لقاءات عديدة مع وكلاء اللوائح الفائزة خلال الانتخابات التي احتضنتها الولاية عصر يوم الأربعاء الماضي، من أجل منحه رئاسة مجلس العمالة وتشكيل المكتب، ومن بين اللوائح التي عبرت عن نيتها التحالف مع البنين، اللائحة التي يتزعمها عبد العزيز دريوش، الكاتب الإقليمي السابق لحزب الأصالة والمعاصرة، الذي احتل الرتبة الثالثة، إضافة إلى لائحة الحركة الشعبية التي عبر مرشحوها عن نيتهم الانضمام إلى تحالف البنين. ولم تستبعد مصادرنا مساندة لائحة الاتحاد الدستوري للبنين. في المقابل أسرت مصادر أخرى ل«المساء» دعم اللوائح المستقلة التي ترشح على رأسها رؤساء جماعات ومستشارون، تقدموا خلال الانتخابات الجماعية الماضية باسم لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، ويتعلق الأمر بإسماعيل البرهمي وعمر خفيف، اللذين حصلا على أربعة مقاعد لكل واحد منهما خلال انتخابات مجلس العمالة. هذا وقد أسفرت انتخابات مجلس عمالة مراكش تانسيفت الحوز عن فوز عبد العزيز البنين، مرشح حزب التجمع الوطني للأحرار، بعد أن حصل على ستة مقاعد أي ب 77 صوتا، متقدما على لائحة حزب الأصالة والمعاصرة، التي يتزعمها البرلماني، والكاتب الجهوي للحزب، حميد نرجس، الحاصل على خمسة مقاعد (62 صوتا)، متبوعا باللائحة المستقلة التي يحتل صدارتها عبد العزيز دريوش، رئيس مجلس العمالة السابق. الرتبة الثالثة كانت من نصيب لائحة القرية المستقلة بعد حصولها على 50 صوتا، متبوعة بلائحة الأصالة والحداثة المستقلة أيضا التي حصدت 45 صوتا. لائحة حزب الحركة الشعبية أتت في المرتبة الخامسة وذلك بحصولها على 31 صوتا، في حين حصلت لائحة حزب الاتحاد الدستوري على 30 صوتا وهو ما بوأها المرتبة السادسة وما قبل الأخيرة، لتأتي في الأخير لائحة أولاد دليم إثر حصولها على 18 صوتا. وقد بلغ عدد المصوتين في هذه الانتخابات 383 مصوتا من أصل 386، في حين وصلت الأصوات الملغاة إلى ثمانية.