تحول فضاء مقر حزب الاستقلال بعرصة لمعاش، بالمدينة العتيقة لمراكش، الذي احتضن، السبت الماضي، إلى حلبة للاشتباكات والملاسنات، والتراشق بالكراسي، أمام أنظار توفيق احجيرة، وزير الإسكان والتنمية المجالية، عضو اللجنة التنفيذية للحزب، ومفتشي الحزب بالأقاليم والمدن التابعة للجهة، خلال اجتماع تنظيمي لانتخاب رئيس المجلس الجهوي لحزب الاستقلال بمراكش. واشتعل فتيل الصراع بعد اشتداد الخلاف بين عبد الواحد الطالبي، عضو المجلس الوطني للحزب، وأحد أعضاء الحزب، ما كاد يعصف بالاجتماع، بعد انطلاق شرارة التراشق بالكراسي، التي أجهضت بتدخل بعض الحاضرين. وأهم ما ميز الاجتماع، الذي صادق على انتخاب عبد اللطيف أبدوح، عضو اللجنة التنفيذية، رئيسا للمجلس الجهوي للحزب بمراكش، مداخلة لتوفيق احجيرة، استعرض فيها وضعية الحزب داخل الخريطة السياسية بجهة مراكش تانسيفت الحوز، والحصيلة "غير المرضية"، التي أسفرت عنها نتائج الانتخابات الجماعية الأخيرة بمدينة مراكش، ودعا الجميع إلى "ضرورة تكثيف الجهود، لاسترجاع القوة، التي كان يتميز بها الحزب، بجهة مراكش تانسيفت الحوز". وألقت الاستقالة الجماعية، التي تقدم بها 13 عضوا بمجلس الجماعة الحضرية لشيشاوة من حزب الاستقلال، بظلالها على الاجتماع، الذي حضره محمد شيبة ماء العينين، المنسق الجهوي لحزب الاستقلال بجهة مراكش تانسيفت الحوز. وحمل بعض الحاضرين مسؤولية الاستقالة الجماعية، التي وجهت نسخة منها إلى الأمين العام للحزب، عباس الفاسي، إلى أحد الملتحقين الجدد، وهو عضو سابق بالمكتب السياسي للاتحاد الدستوري، الذي أسندت له مهمة نائب المنسق الجهوي للحزب، ما أدى إلى غياب التنسيق المحلي والإقليمي من طرف مكونات حزب الاستقلال بإقليم شيشاوة. كما عزوا أسباب الاستقالة إلى "القرارات الانفرادية من طرف مسؤولي المكتب المحلي والإقليمي للحزب، وعدم إشراك باقي منخرطي الحزب، وإقصائهم رغم كسبهم رهان الاستحقاقات الجماعية الأخيرة، وانتخابهم أعضاء في المكتب المسير للمجلس الحضري لجماعة شيشاوة"، مؤكدين أن حزب الاستقلال حزب عريق، ولا يمكن فتحه في وجه من أسموهم ب "الكائنات الانتخابية".