هذه مقتطفات من حوار أجرته الجزيرة الوثائقية مع الناقد مصطفى المسناوي تناول فيه واقع السينما المغربية واهتمامات المخرجين المغاربة، وعلاقتهم بالمهرجانات العربية والأوروبية. المخرجون المغاربة - أرى أنه لدى المخرجين المغاربة ـ بصفة عامة ـ عدم اهتمام بما يجري في المشرق العربي، هم يركزون أكثر على المشاركة في المهرجانات الغربية، وهذا هو الخطير في الأمر.. فإذا قلت لأحدهم هل تريد أن تشارك في مهرجان الإسماعيلية لهذا العام.. يجيبك و ما هو هذا المهرجان؟... في حين إذا علم أي من المخرجين أن هناك مهرجانا (صغيرا جدا) للأفلام التسجيلية في اسبانيا أو ايطاليا أو في فرنسا سيبذل كل جهده للمشاركة فيه بفيلمه. العلاقة مع العالم العربي - المغرب تاريخيا لديه ارتباط قوي بالثقافة المصرية في عدة مجالات منها (المسرح و الأدب و الشعر...) إلا انه في المجال السينمائي ليس هناك أدنى ارتباط، لأن فن السينما إضافة إلى الفنون التشكيلية، هي فنون وردت إلى المغرب عن طريق فرنسا، ونتج عن ذلك أن كل المشتغلين بالسينما أو بالفنون التشكيلية في المغرب تتجه أنظارهم إلى فرنسا و أوروبا أكثر مما ينظرون إلى المشرق العربي، أو إلى العالم العربي. السينما المغربية - تخصص الحكومة المغربية ميزانية تفوق (6 ملايين دولار سنويا) من أجل دعم وإنتاج ما لا يقل عن (10 أفلام روائية طويلة في السنة و50 فيلما تسجيليا قصيرا)، إلا أن هذه الأفلام لا تجد طريقها للعرض على شاشات الدول العربية، هي أفلام تعرض فقط في المغرب، في ما تبقى من قاعات، فقد تقلص عدد قاعات العرض السينمائية في المغرب من (240 قاعة) قبل 40 عاما إلى حوالي (60 قاعة) اليوم، وتعرض الأفلام كذلك في المهرجانات الأجنبية. تراجع المشاهدة الملاحظ أن علاقة المشاهد العربي بالسينما قد تراجعت في السنوات الأخيرة، وكثير من دور العرض أغلقت أبوابها، وأصبحت الفرصة الوحيدة هي مشاهدة الأفلام من خلال شاشة التليفزيون أو في بعض الحالات كما هو في بلدان المغرب العربي بصفة خاصة من خلال مشاهدة مكثفة للأقراص، ترجع أسباب ذلك إلى التحولات التي حدثت على صعيد العائلة بالمجتمعات العربية بدعوى المحافظة، وكذلك الظروف الاجتماعية والاقتصادية المتردية، وهناك أيضا من يتصور أن القنوات الفضائية المتخصصة في عرض الأفلام السينمائية هي التي أدت إلى تكاسل المواطن العربي وتقاعده عن الذهاب إلى السينما.