كيف كانت البداية، وماذا عن شعوركم وأنتم في غزة؟ أول شيء يجب أن نتحدث عنه هو الاستقبال المتميز الذي حظي به الوفد المغربي على الخصوص، سواء من قبل المسؤولين الفلسطينيين، أو الأطباء أو المرضى والمواطنين، فبعد ساعات الإحباط التي عشناها ونحن نرى الوفود تغادر غزة بعد دعوة السلطات المصرية لكافة قوافل الإغاثة للخروج قبل الخامس من فبراير حتى تغلق معبر رفح، لاسيما وأنه لم يسمح إلا لثمانية أطباء من أصل 16 طبيبا من الوفد السوري الرسمي بالعبور إلى غزة، فكنا ننتظر أن ترفض السلطات المصرية أن يدخل كل العدد (19)/ والذي كان قليلا بالنسبة لنا، فقد كنا 35 متطوعا، لكن بسبب بعض الصعوبات الأولية لم يستطع الجميع مغادرة التراب المغربي.إلا أنه بفضل الله تعالى استطعنا أن نتجاوز الحواجز كلها، وبفعل المجهودات التي قام بها المغاربة الذين يعملون بالقنصلية المغربية بمصر، استطعنا أن نتخطى الحواجز، في القاهرة وقعنا على التزام لنتحمل مسؤولية دخولنا غزة، وكذا التزام للخروج من غزة في 5 فبراير,2009 وهناك استقبلنا بحفاوة كبيرة لا يمكن نسيانها بالرغم من كل صور الدمار التي سيطرت بالقوة على تفكيرنا.ففي طريقنا إلى المستشفى الأوروبي بغزة؛ انتابتنا حالات مختلفة من الخوف واليأس والغبطة والحزن على شعب دمرته أيادي العدو، لكنه صامد بشكل لم نكن لنتصوره لو لم نعايشه كل تلك الأسابيع.لن أنسى صورة الأطفال الذين يلعبون كرة القدم، غير مبالين بطائرات العدو التي كانت تحلق في الجو..استغربنا الأمر، لكن ما أن عايشناهم حتى اقتنعنا بأنهم مؤمنون بقضيتهم وأنهم تعايشوا مع هذا الدمار الذي يزيدهم قوة وصمودا. بالرغم من توقيعكم على أن تغادروا غزة يوم 5 فبراير أصررتم على البقاء هناك، ما سبب إصراركم هذا؟ بقاؤنا سببه إيماننا العميق بأننا هناك كنا نؤدي واجبنا الديني والوطني والقومي والإنساني، وفي غزة استخلصنا العديد من العبر عن الصبر والصمود في عز الأزمة، الإصرار على البقاء والحياة بالرغم من أن الموت يتجول في كل أحياء غزة وغاباتها وجدرانها.. وأتذكر الآن بعض كلمات لشاعر يقول، جوعونا شردونا اعملوا فينا كل الإبادة، لكنكم لن تهزمونا لقوة إرادتنا، وبالفعل انتصرت غزة على العدو، بإرادة وعزيمة المواطنين ومعنوياتهم المرتفعة، صغيرهم وكبيرهم. وأجمل ما صادفنا هناك، أننا كنا قد كرمنا منذ 2003 وفدا فلسطينيا بوجدة يتكون من أم الأسرى، أبوعنان، وعبد الحميد، فالتقينا بهم هناك في غزة، ولايزالون محتفظين بتذكار المغرب. ماهي الإضافات التي قدمتموها لخدمة جرحى ومعطوبي العدوان؟ شعرنا في البداية أننا وصلنا متأخرين إلى حد ما، فلولا بعض العراقيل لدخلنا غزة أثناء العدوان، فقد كنا جاهزين للمغادرة في اتجاه غزة لنسهم إلى جانب أشقائنا في مد يد المساعدة، كنا قد اخترنا بشكل انتقائي التجهيزات الضرورية ذات القيمة والجودة، بمعنى أن تكون ذات جودة عالية وحجمها صغير، وبالفعل بادرنا بالعمل بعد التنسيق مع مدراء وأطر المستشفى الأوروبي، والهلال الأحمر، واتفقنا على أن 6 أطباء وصيدلي سيعملون بمستشفى الأمل، وصيدليين و10 أطباء بالمستشفى الأوروبي. محمد الأغطف الغوتي المنسق الوطني لـاللجنة الصحية المغربية لمساندة العراق وفلسطين