قال الدكتور محمد لغضف الغوتي المنسق الوطني لـاللجنة الصحية المغربية لمساندة العراق وفلسطين، إن غزة أصبحت شبه خالية من الوفود الطبية الأجنبية حيث غادرت جميع الطواقم الأوربية يوم الثلاثاء 3 فبراير 2009، وينتظر أن تكون طواقم إغاثة أخرى من السودان ومصر وسوريا قد غادرت الأربعاء 4 فبراير 2009، وذلك بعد أن عممت السلطات المصرية مذكرة وجهتها لجميع السفارات تطالبهم بحث رعاياهم على مغادرة القطاع قريبا، وذلك بعد أن كانت السلطات المصرية قد أجبرت كل طواقم الإغاثة على كتابة إقرار بالعودة قبل الخامس من فبراير، لأن المعبر سيغلق بعد هذا التاريخ، وأضاف الغوتي الذي كان يتحدث لـالتجديد من غزة أن أعضاء الوفد المغربي الذي يضم 17 من الأطباء والصيادلة، وقعوا التزاما للسلطات المصرية يتحملون فيه المسؤولية الكاملة في حال تعرضهم للخطر، وأشار إلى إحداث غرفة عمليات متنقلة وأن أعضاء اللجنة الذين تمكنوا من الدخول يوم الأحد محملين بقرابة 10 أطنان من الأدوية باشروا عملهم الميداني في مستشفيات القطاع وأن وفدا آخر من اللجنة وصل إلى القاهرة وسيحاول الدخول إلى غزة عبر معبر رفح، وأوضح الغوتي أن الحديث عن انتهاء الحرب غير صحيح، وأن العدوان ما زال مستمرا، حيث إنهم مباشرة بعد وصولهم إلى مستشفى غزة الأوربي وهو أحد أكبر المستشفيات في القطاع سقط صاروخ لايفصله عن الجهة الشرقية للمستشفى سوى 600 متر، ونوه الدكتور الغوتي بمجهودات الطواقم الطبية الفلسطينية، واعتبرهم مجاهدين يتفانون من أجل تخفيف الآلام والمعاناة في ظل شح الأدوية وقلة التجهيزات الطبية. وتحدث الغوتي عن الاستقبال المتميز الذي حضي به الوفد المغربي على الخصوص، سواء من قبل المسؤولين الفلسطينيين والأطباء والمرضى والمواطنين، وقال كان يخالجنا اليأس والحزن والاعتذار لأننا وصلنا متأخرين إلى حد ما لأنه كان بودنا الدخول أثناء العدوان حيث إننا كنا جاهزين منذ أكثر من 4 أسابيع، لكن حرارة الاستقبال التي لقوها كما يقول أنستهم كل ذلك. وشدد على أن وفد اللجنة الصحية المغربية لمساندة العراق وفلسطين دخل قطاع غزة ليقوم بمهمة إنسانية تلبية للواجب الديني والوطني والقومي والإنساني، ومن أجل ترجمة التضامن الذي عبر عنه الشعب المغربي من خلال محطات متعددة. ومن جهة أخرى، آخذت لجنة الصداقة الفلسطينية المغربية التي زارت قطاع غزة على السفير المغربي بمصر عدم قيامه بالدعم المعنوي لهم، في حين نوهوا بالمجهودات على مستوى الإداري والتدبيري، إذ تكلفت السفارة بنقلهم من القاهرة إلى معبر رفح أثناء الذهاب والإياب. وقال مصطفى الرميد، رئيس اللجنة، في ندوة صحفية نظمت أمس بالبرلمان، لم يتصل بنا السفير المغربي بمصر منذ ذهابنا وإلى غاية مغادرتنا من أجل الاطمئنان على أحوالنا. ووصف الرميد هذه المؤاخذة بـالأخوية ذات بعد سياسي، ليضيف بالقول قد تكون ظروف حالت دون استقبال السفير لنا ولكن عدم اتصاله هاتفيا يمس بالوضع الاعتباري ورمزية البرلمان المغربي. وفي السياق نفسه، قال الحسين بن لكطو ، عضو فريق تحالف القوى التقدمية الديمقراطية، كنا نتمنى ان نستقبل من قبل السفير نظرا لطبيعة المهمة التي نقوم بها، ولكن لم يتصل هاتفيا. وأوضحت السعدية السعدي، من الفريق الاشتراكي، أن مساجد غزة نصفها دمر بشكل نهائي والنصف الآخر دمر بشكل جزئي، مؤكدة أنه تم استهداف مقومات الحياة عند الشعب الفلسطيني. وأضافت السعدي أنه ابن وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام الذي اغتيل خلال العدوان على غزة، استقبل الوفد المغربي ببيته، فسلمهم درعا ليسلموه إلى رئيس مجلس النواب المغربي، موضحة أن الوفد المغربي التقى كل فصائل المقاومة الفلسطينية باستثناء ممثلي حركة فتح.. ومن جهته أوضح وافق، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أن عدم سفره هو ونعيمة خلدون رفقة الوفد يعود إلى خطأ مطبعي، مبينا أنهما سافرا في اليومين المواليين، لكن لم تم منعهما من الدخول إلى غزة. وعرفت الندوة الصحفية عرض بعض المقاطع من شريط مصور يوثق للرحلة، تبين ظروف الاستقبال ولقاء النواب مع بعض النواب البرلمانيين الفلسطينيين ومنهم مشير المصري.