في نونبر 2008، أرسلت لأول مرة من المغرب مساعدات طبية إلى غزة أطلق عليها اسم “القافلة الشعبية المغربية لفك الحصار عن غزة”، وقد اختارت مجموعة العمل الوطنية لمساندة فلسطين والعراق واللجنة الصحية المغربية لمساندة العراق وفلسطين وفعاليات المؤتمرات الثلاثة بالمغرب، المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي ومؤتمر الأحزاب القومية العربية، المنظمين لهذه القافلة التي تتكون من شاحنات محملة بأطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية أن تمر عبر معبر رفح “ تفاديا لكل تطبيع مع الكيان الصهيوني باعتباره الممر العربي الوحيد إلى فلسطين دون المرور بميناء غزة”. وكان قرار تنظيم هذه القافلة قد اتخذ في إطار هيئة التعبئة الشعبية العربية، التي تبنت قرار الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، المنعقد بالرباط قبل سنتين، بإرسال قافلة مغاربية من المساعدات إلى قطاع غزة، مع العمل على أن تكون القافلة عربية. ووجهت القافلة المغربية، التي كان مزمعا تنظيمها قبل حوالي عامين، برفض السلطات المصرية فتح معبر رفح، الرابط بين مصر وقطاع غزة. “ يعتبر حصار غزة جزءا من الجريمة التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني وإرسال هذه القافلة المتكونة من المساعدات الطبية هو مساهمة منا لرفع هذا الحصار”، يقول خالد السفياني، رئيس مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، مضيفا: “صحيح أن قضية غزة هي قضية سياسية وقضية وجود شعب بأكمله وليست فقط مساعدات، لكن من واجبنا تقديم المساعدة ما دام بمقدورنا ذلك”. غادرت المغرب ليلا من مطار محمد الخامس بمدينة الدارالبيضاء على متن الخطوط الجوية المصرية لتصل إلى مطار القاهرة صباحا. وكان يرافقها من المغرب كل من رضى بنخلدون، منسق المؤتمر القومي للأحزاب العربية، ومحمد الأغظف غوتي، منسق اللجنة الصحية المغربية لمساندة العراق وفلسطين، فتح الله أرسلان، عضو الأمانة العامة للمؤتمر العام للأحزاب العربية، عبد الإله المنصوري، عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي، منى خرماش، طبيبة، وخالد السفياني. لكن بدلا من أن تتجه هذه الأطنان من الأدوية رفقة ممثلي الهيئة الشعبية العربية واتحاد الأطباء العرب واتحاد المحامين العرب الذين كانوا في انتظارها إلى معبر رفح ثم إلى قطاع غزة، تم الحجز عليها في المطار لعدة أسابيع قبل أن تفرج السلطات المصرية عن جزء منها. هذا الجزء استطاع الوصول الأسبوع الماضي، مع اتحاد الصيادلة العرب، إلى غزة عبر معبر رفح مع قافلة أدوية تونسية وأردنية، فيما ظل الجزء الآخر عالقا في مطار القاهرة الدولي، إلى غاية هذا الأسبوع حيث قال السفياني إن المساعدات الطبية المغربية قد تم توجيهها، فور الإفراج عنها، ضمن قافلة إلى معبر رفح بعد أن بدأت شاحنات مساعدات طبية بالدخول إلى غزة في فترة الهدنة القصيرة التي أعلنتها إسرائيل في القطاع.