أدان المعتقلان حسن الكتاني ومحمد عبد الوهاب الرفيق الملقب بـأبوحفص بيانا نددوا فيه بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واستنكروا، فييه بعض الأقلام المسمومة التي خذلت أو بررت للعدو فعلته،أو لامت الضحية وتركت الجاني. وهذا نص البيان: الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد إمام المجاهدين،وقائد الغر المحجلين،وعلى آله وصحبه الميامين،وبعد: لقد تابعنا ولا نزال نتابع بأسى شديد ما يتعرض له إخواننا وأهالينا في غزة العزة من تقتيل وإبادة جماعية،على يد الصهاينة الأنجاس الجبناء،ولقد تقرحت القلوب،وتقطعت الأكباد،أمام المناظر المروعة،والمشاهد المفزعة،والأجساد المتقطعة،والأشلاء المتناثرة،والقصف الجنوني،والهجوم الكاسح،فحسبنا الله ونعم الوكيل،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.وأمام هذا المصاب الجلل،لا يسعنا ونحن بين الزنازن والقضبان،إلا أن نوجه رسائل الإدانة لمواقف الظلم والعدوان،والتواطئ والخذلان،ونوجه أيضا رسائل التحية والإكبار ،لمواقف العزة والشموخ ،والإباء والاستعلاء،إحقاقا للحق ودمغا للباطل،وتسجيلا لموقف متواضع في هذه اللحظة التاريخية العصيبة في تاريخ الأمة. فإدانة وشجب واستنكار لهذه المجزرة الرهيبة ، وإن كانت ليست بغريبة ولا بعيدة عن الصهاينة المجرمين،الذين لا يراعون فينا ولا في غيرنا إلاّ ولا ذمة،قتلة المرسلين و الأنبياء ،وسفاحي دماء العُزّل والأبرياء،فما لهم منا إلا الدعاء عليهم بالويل والثبور،والهلاك والإهلاك.إدانة للتواطئ العربي الرسمي،والمشاركة في المجزرة،وغلق الحدود،وسد المعابر،والصمت الرهيب،والخذلان المبين لأهلنا في غزة الصامدة. إدانة للمواقف الدولية،التي بررت للصهاينة فعلتهم،واعتذرت لهم عن صنيعهم،ووقفت تتفرج على أشلاء الاطفال تتناثر على أراضي غزة،متناسين شعاراتهم البراقة،ومبادئهم الكاذبة. إدانة لكل عالم وقف متفرجا على هذه المجزرة،فاشترك بصمته في الجريمة،ونكث عهد الله وميثاقه على البيان وعدم الكتمان.إدانة لبعض الأصوات والأقلام المسمومة،التي خذلت أو بررت للعدو فعلته،أو لامت الضحية وتركت الجاني،وليعلموا أنهم بصنيعهم هذا قد حكموا على أنفسهم بالرمي في مزبلة التاريخ. وفي مقابل ما سبق: تحية إكبار وإعجاب للمجاهدين الأبطال ،والمقاومين الأخيار،الذين نابوا عن الأمة في التصدي للعدو وترسانته الضخمة ببسالة وشجاعة نادرتين،ونقول لهم:إصبروا واثبتوا،فالله معكم،والعزة لكم،الله مولاكم ولا مولى لهم،قتلاكم في الجنة وقتلاهم في النار،ثقتكم بربكم تنصركم،وتوجهكم إلى الله يغنيكم عن الإمدادات التي قطعها عنكم الخونة،فالثبات الثبات،واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. تحية إعظام لشهداء الأمة الاطهار،الذين بللوا ثرى غزة بدمائهم الطاهرة،فكانوا وقودا للمجاهدين،ونبراسا مضيئا لكافة المسلمين،تحية للبطل العالم الشهيد نزار ريان،الذي ذكرنا بمن سلف من علماء الامة ،الذين تقدموا الصفوف وكانوا في واجهة الميدان. تحية إكبار لأهل غزة الصمود،الذين ضربوا أروع الامثلة في الصبر على اللأواء ،والمصابرة على الاعداء،والتضحية الفداء،وتقديم الأبناء والاقرباء،فمزيدا من الصبر ومزيدا من الثبات.تحية إكبار لعلماء الأمة الذين صدعوا بالحق،وكانوا نبض الأمة،ووقود المعركة،فكانوا لنا فخرا وعزا،ونقول لهم:لله دركم،هذا هو الظن بكم،وأهل الثغور يرجون تثبيتكم وتأييدكم،فكونو معهم،وغذوا أرواحهم،حتى تكونوا في مستوى ما شرفكم به ربكم من علم ومعرفة. تحية عظيمة لجماهير المسلمين،الذين خرجوا إلى شوارع الرباط،وغيرها من شوارع المسلمين،معبرين عن غضبهم على العدوان،مظهرين لسخطهم على التواطئ والخذلان،مبرزين لتأييدهم لإخوانهم في غزة ،وندعوهم لمزيد من المظاهرات ،حتة يتوقف العدوان ويرفع الحصار. تحية إكبار وإجلال لأطفال المسلمين،الذين كانوا على رأس المتظاهرين،وعبروا ببراءة وعفوية،وفطرة وتلقائية،عن غضبهم وسخطهم على ما يقع لأقرانهم بغزة،ووقفوا مواقف لم نرها من كثير من ذوي الجثث الضخمة،والأجسام الضخمة. تحية خاصة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس،حماس ياسين والرنتيسي تثبت مرة أخرى أنها رمز الممانعة في هذه الأمة،وتؤكد على أنها حماس الشموخ،حماس الإباء،حماس العزة،لم تلن أبدا ولم تستسلم،ولم تخضع ولم تخنع،ونقول لإسماعيل هنية وخالد مشعل ومحمود الزهار وغيرهم من قادة حماس الابطال:لقد رفعتم هاماتنا، وحلقتم فوق رؤوسنا،وضربتم للمجد موعدا،وحفرتم أسمائكم في ذاكرة أمتنا.تحية خاصة إلى نصارى القدس وخاصة المطران عطا الله حنا،وإلى كل أحرار العالم،الذين استنكروا هذه المجزرة وأدانوا العدوان الهمجي،ووقفوا موقفا أشرف بكثير من مواقف بعض المنسوبين إلى الإسلام،ومن دعاة الهوان والاستسلام. هذا والله أسال أن ينصر المجاهدين على أرض غزة،ويثبت أقدامهم،ويرفع شأنهم،ويهلك عدوهم،ويكشف كربتهم،إنه ولي ذلك والقادر عليه. كتبه العبد الفقير إلى ربه الأسير: أبو حفص محمد عبدالوهاب بن أحمد رفيقي فرج الله عنه بالسجن المحلي بوركايز بفاس الحسن بن علي الكتاني فرج الله عنه بالسجن المحلي بالدار البيضاء يوم 8 محرم 1430ه 5 يناير 2009