شهدت العاصمة الرباط يوم الأحد 4 يناير 2009 أكبر تظاهرة من نوعها تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وتنديدا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة، كما استنكروا الصمت الرسمي العربي وعجزه، وقدرت اللجنة التنظيمية عدد المسيرة، التي انطلقت من بابا الأحد، مرورا بشارع محمد الخامس أمام البرلمان حتى منتصف شارع النصر، بنحو مليون متظاهر، فيما قالت مصادر أمنية إن المسيرة تجاوزت مليون و300 ألف متظاهر، ولم يتمكن عدد من المواطنين من الالتحاق بالمسيرة بسبب الحضور المكثف للمتظاهرين.. وردد المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، وشاركت فيها مختلف الهيئات والمنظمات والأحزاب المغربية، شعارات مساندة للمقاومة الفلسطينية، وتدين العدوان الصهيوني على غزة، وتطالب الأنظمة العربية بالتجاوب مع نبض شعوبها عبر الضغط على الكيان الإسرائيلي، ومن بينها الله أكبر عاصفة للصهيون ناسفة، والعمليات الاستشهادية هي طريق الحرية، وزيرو الأنظمة العربية، والشعوب تقاوم والأنظمة تساوموغلبت على شعارات المسيرة شعاري غزة غزة رمز العزة و لا إله إلا الله محمد رسول الله عليها نحيا وعليها نموت وفي سبيلها نجاهد وعليها نلقى الله. كما استنكر المتضامنون مواقف الحكومة المصرية ورئيسها حسني مبارك، التي خذلت الشعب الفلسطيني المحاصر، وتعمد إلى التضييق على المساعدات المرسلة إليه. وأدان البيان الختامي للمسيرة الوطنية المحرقة الصهيونية بغزة، وأبرز افتخار الشعب المغربي بصمون المقاومة في غزة، وصمود الشعب الفلسطيني، الذي قضى هورا تحت الحصار الصهيوني والعربي الظالم، كما نبه البيان على أن هذه المسيرة المليونية هي بمثابة رسالة يقول البيان للدولة لقطع كل صلاتها الرسمية وغير الرسمية مع الكيان الغاصب، والتشديد في ذلك، كما أكد البيان أن قضية فلسطين قضية وطنية للشعب المغربي، وأنها تشكل بوصلته في النضال والمقاومة ضد أعداء الأمة الإسلامية. ودعا البيان إلى التحرك العاجل للدولة المغربية بمبادرات شجاعة وجريئة لنصر ودعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. والعمل من أجل رفع الحصار عن القطاع المحاصر. وأدان بعض ممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والهيئات المدنية، في المسيرة الوطنية، العدوان الإسرائيلي على غزة، مطالبين، في تصريحات لـالتجديد الحكام والعرب المسلمين بالتحرك العاجل من أجل إيقاف العدوان. وفي هذا الصدد، عبر المهندس محمد الحمدواي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، عن الاعتزاز بأهل غزة، وبصمودهم، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية موحدة بعدما توحدت في كل فصائل المقاومة داخل غزة، واتحدت في إطار واحد،وكونوا قيادات مشتركة في كل المحاور موحدة. وطالب الحمدواي الحكام بألا يذهبوا إلى مجلس الأمن العاجز عن اتخاذ أي قرار، مبرزا أن عزتهم في التحامهم مع شعوبهم مع المقاومة. . ومن جهته، دعا عباس فراق، مخرج تلفزيوني، إلى صناعة سينمائية مقاومة تواجه العولمة وتقدم خطاب حضاري وأصيل للشعب المغربي، بدل التهريج وإفساد ما هو أصيل في الأسرة المغربية لنسف مقومات الدولة. وعرفت المسيرة، التي أحرق في نهايتها العلم الصهيوني، حضورا قويا للمرأة المغربية في المسيرة، التي ووفد إلى المسيرة مواطنون من مختلف جهات ومدن المغربية، بينهم الرجال والنساء والأطفال، حاملين الأعلام الفلسطينية، ورايات حماس وحزب الله. وعرفت المسيرة مشاركة أبرز القيادات السياسية والدعوية والجمعوية، وبينما غاب الوزير الأول عباس الفاسي، الأمين العامم لحزب الاستقلال، فيما حضر عدد من وزراء حكومته منهم سعد العلمي الوزير المكلف بالعلاقة مع البرلمان، وعبد الواحد الراضي وزير العدل، وجمال أغماني وزير التشغيل، وصلاح الدين مزوار وزير الاقتصاد والمالية ونزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، وخالد الناصري، وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة.. *** لقطات من المسيرة بدأ مآت المواطنين التظاهر في محطة الأداء بالطريق السيار في بوزنيقة بعد الاكتظاظ الذي شهدته المحطة، فاضطر مسؤولو الطريق إلى فتح الممرات دون استخلاص ثمن المرور. عندما اقتربت مجموعة من المشاركين من مكتب القناة الثانية رددت: دوزيم كتشطح والجزيرة كتفضح. المقدمة التي أعدت اللجنة التنظيمية العدة لتقود المسيرة تخلفت ببعض الوقت عن موعد انطلاقها في العاشرة صباحا، وقد جرى استقبال أعضاء المقدمة الرسمية وراء الباب الخلفي للبرلمان وتكونت من وزراء وزعماء أحزاب وشخصيات وطنية، ولكن مجموعة من المتظاهرين ومحامين من هيئة الرباط أتوا قبلها وصاروا في المقدمة حاملين صور حسن نصر الله وأعلام حزب الله... بينما كان عبد الإله بنكيران يلقي كلمة في جموع من المتظاهرين، وإلى جانبه خالد الناصري وزير الاتصال ونبيل عيوش وعبد الكريم بنعتيق، حمل محمد يتيم حذاءا في إشارة احتقار للولايات المتحدةالأمريكية، كما فعل الصحافي العراقي منتظر الزيدي. حرص بعض الشباب على التشبه بعناصر كتائب القسام بزيهم العسكري، فيما حمل آخرون صواريخ كاراثونية ومسدسات اصطناعية. أحد باعة الماء المعروفين باسم الكرابة بزيهم المميز كان يوزع الماء مجاناً على المتظاهرين. كان لافتاً الحضور الكبير والمميز للنساء في كافة أجزاء المسيرة، وبعضهن كان يحملن الأحذية في أيديهن. بعض الشعارات كانت خارج سياق المسيرة، فقد رفعت الشبيبة الديمقراطية شعارا لا للحصار لا للصهيونية، ونعم لتطبيق العلمانية على كامل التراب الفلسطيني.