تولت فرنسا ليلة الاثنين 30 يونيو و الثلاثاء 1 يوليوز 2008 رئاسة الاتحاد الاوروبي لستة اشهر في جو من التشكيك نظرا للازمة المفتوحة التي نجمت عن رفض الناخبين الايرلنديين لمعاهدة لشبونة. وتسلمت باريس الرئاسة من سلوفينيا وستسلمها للجمهورية التشيكية. وفي هذه المناسبة اضىء برج ايفل بمصابيح زرقاء وزين بالنجوم ال12 التي يحملها العلم الاوروبي. واكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقابلة تلفزيونية ضرورة تغيير طريقتنا لصنع اوروبا بعمق، موضحا ان الطريقة المتبعة حاليا تثير قلق الاوروبيين. وقال ساركوزي ان الامور ليست على ما يرام. اوروبا قلقة والاسوأ من ذلك انني اجد مواطنينا يتساءلون تدريجيا ما اذا كان المجال الوطني اكثر قدرة على حمايتهم من المجال الاوروبي. من جهة اخرى، اكد الرئيس الفرنسي في المقابلة نتوقع من اوروبا ان تحمي الاوروبيين من المخاطر التي تطرحها العولمة وهنا الامور ليست على الامور. واضاف علينا ان نفكر في كيفية جعل اوروبا وسيلة لحماية الاوروبيين في حياتهم اليومية. واعترف الرئيس الفرنسي بان رفض الايرلنديين لمعاهدة لشبونة يعقد مهمتنا. وقال ان الاولوية الاولى هي تجنيب الايرلنديين المشكلة وان تقوم الدول الاخرى بمواصلة المصادقة على المعاهدة. تابع يجب الا نضغط عليهم ولكن في الوقت نفسه ليس لدينا وقت طويل قبل الانتخابات الاوروبية التي يفترض ان تجرى في يونيو2009 لتسوية الازمة المؤسساتية. وحددت فرنسا اربع اولويات لرئاستها للاتحاد هي تبني سلسلة من الاجراءات في مجال المناخ والطاقة والتوصل الى ميثاق اوروبي للهجرة واحياء اوروبا الدفاع والزراعة. وتأمل فرنسا في ان يعزز التقدم في هذه الملفات، ثقة المواطنين في اوروبا. وسيتوجه ساركوزي في العاشر من يوليو الى ستراسبورغ لعرض آرائه امام البرلمان الاوروبي قبل ان يزور دبلن في اليوم التالي ليبحث في الخطوات التالية للاستفتاء. اما المحطة المهمة التالية فستكون القمة لاطلاق مشروع الاتحاد من اجل المتوسط في13 يوليو التي دعي اليها رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي والدول الواقعة جنوب المتوسط. وفي تصعيد للمشاكل التي تواجه الاتحاد الاوروبي قال الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي في حديث صحفي نشر يوم الثلاثاء انه لن يوقع معاهدة اصلاح الاتحاد الاوروبي الان لأن الرفض الايرلندي لها جعلها بلا معنى. وسألته صحيفة دزينين عما اذا كان سيوقع المعاهدة في اخر خطوة على طريق التصديق عليها بعد ان أيدها مجلسا البرلمان فقال هذا الان أصبح بلا معنى.