حرم الله سبحانه و تعالى القمار في آيته الكريمة يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان، فاجتنبوه لعلكم تفلحون، هذه الآية صريحة في تحريم الميسر، وهو المعبر عنه بالقمار، وجاء هنا مقرونا بالخمر الذي يعتبر أم الخبائث، وجاء في آية ثانية إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة و البغضاء في الخمر والميسر، ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة، فهل أنتم منتهون، فمن حيث الحكم الشرعي؛ هو التحريم بدون شك في ذلك، لكن الذي وقع هو التدليس في الاسم، بحيث لا أحد يسميالربا ، ربا، ولا أحد يسمي القمار باسمه، بل يتداول بأسماء أخرى مثل اليانصيب، الطوطوفوت، اللوطو.. وهو نوع من التحايل على الذي يتعاطى الميسر، ولو ذكر باسمه لتذكر المتعاطي له الآية القرآنية، وابتعد عنه. وينبغي أن نذكر فقط أن تغيير الاسم لا يغير معه المسمى، والشيء ذاته حدث مع الخمر الذي صار يسمى بالمشروبات الروحية. من جهة أخرى، فالقمار نوع من المفاسد الاجتماعية، يتسبب في تشتيت الأسر، ونهب الأموال، ولا يزال العديد من البؤساء يحلمون باليوم الذي يربحون فيه شيئا لم يبذلوا فيه جهدا معينا، عبر أرقام قد تجلب له الحظ السعيد، و الربح السريع. فالأصل أن الإنسان يجتهد ويضحي ليحصل على المال، إنما في القمار يزين الشيطان للمتعاطين إليه أنه بدرهم واحد قد يربح الملايين، ويحدث هذا الأمر خصومات وعداوات بين الأصدقاء، من خلال الانتقام من الرابح، والتوقيع به لاسترداد ماله الذي ضاع منه. وللأسف؛ صارت وسائل الإعلام الرسمية وسيلة للدعاية للقمار، وصارت الدولة تعمل على إنشاء كازينوهات جديدة، وتشغل كازينوهات كانت معطلة، وهي انحرافات واضحة، والأصل أن نحاول محاصرة هذه الآفات، وأن نحاول معالجتها والتضييق عليها؛ حتى يتخلص منها المجتمع الذي صار يتطبع مع عدد كثير منها مثل ، اللوطو ، الكواترو.. ومن صور القمار؛ ما ارتبط بالرياضة، ويعتبر هذا مفسدة أخرى، فكيف للرياضة التي ليست إلا بناء للأجسام و تهذيبا للأذواق، وإشعاعا لقيم التعاون والمحبة الإيجابية، أن تصير وسيلة للقمار تتوجه للشباب بشكل مباشر، حيث استغلت الرياضة لتشجيع القمار، فقد صارت شركات التبغ هي التي تنظم وتشرف على بعض الرياضات، لتصير مرتعا ووسيلة للتعاطي للقمار وإشاعته .