أنا أحب الدعوة، وأريد التعرف على بعض الطرق التي تجعلني متميزة في هذا المجال، وأريد أن أسأل هل الانتماء إلى جماعة دعوية شيء في صالح الدعوة أم ضدها؟ بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أقول في البدء إن الاهتمام بالدعوة هو أسمى عمل نتقرب به إلى الله، قال تعالى ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله. وقيامنا بالدعوة هو من صميم الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى قل هذه سبيلي أدعو إلى الله. ثم أقول إن المهتم بالدعوة اليوم يحتاج إلى أمرين رئيسين: أولهما: تعلم دين الله تعالى والاحتكاك بالكتاب والسنة والتعمق في معرفة ما أمر الله تعالى به. الأمر الثاني: الاهتمام الكبير بأساليب الدعوة وطرق التواصل مع الناس؛ لأن الدعوة إلى الله هي علم تبليغ رسالة الله عز وجل، والتمرن على ممارسة الدعوة يقتضي الاحتكاك بالدعاة إلى الله والتعاون معهم بهذا الخصوص؛ لأن ذلك من صميم التعاون على البر الذي أمر الله عز وجل به. وتعلم الأخت الكريمة أن هناك مواقع الحمد لله كثيرة تعنى بهذه الوظيفة، أما بخصوص الانتماء إلى جماعة دعوية فهذا من صميم الولاء بين المؤمنين ومن صميم الإحسان والتعاون الذي دعا إليه ديننا الحنيف وخصوصا في زمن التكتلات والتجمعات والأحلاف؛ فإنه لا يعقل أن يكون أعداء الدين ساعين في تعاون وتقارب، في حين لا يزداد المسلمون إلا تفرقا وتشردا. ويكفينا حجة أن عمل النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه لم يكن يوما ما عملا فرديا مشتتا مبعثرا وإنما كانوا كالبنيان المرصوص؛ فتأملي. أما بخصوص اسم معين أو لافتة معينة فإني أدعو الأخت الكريمة إلى المؤمنين المجتمعين على الكتاب والسنة المتبنين لمنهج الوسطية والاعتدال والتدرج، والله من وراء القصد.