تعرفت إلى شاب السنة الماضية، وكنا قد تواعدنا على الزواج، ولم يبق على ذلك غير عشرة أيام، وصليت صلاة الاستخارة في أفضل الأوقات التي يتقبل فيها الله تعالى الدعاء، أي ليلة الجمعة، وقد صليتها سبع مرات متتالية، لكني لم أحلم شيئا يرشدني إلى أن أتخذ قرارا، ومباشرة في اليوم الموالي انقطعت أخباره، بصفة نهائية، جربت كل وسائل الاتصال به لكن بدون جدوى، إلى أن نسيته بالكامل، لكن بعد عام وأربعة أشهر فوجئت به يتصل بي من جديد، وقد قال لي أنه مر بظروف صعبة جعلته ينسى كل شيء، والغريب في الأمر أنه مباشرة بعد عودته حلمت أني أستشير مع أحد ذوي المعرفة، وأخبرته بالقصة، فقال لي، ما دمت قد استخرت الله فيه سبع مرات وظهر من جديد فهو نصيبك. وما أستفسر عنه هو هل أعيد صلاة الاستخارة مرة أخرى إلى أن تظهر لي رؤية شيء يرشدني للطريق الصواب أم أني قد استخرت فيه الله سبع مرات وأنه لو لم يكن فيه الخير لي لما عاد من جديد؟ صلاة الاستخارة مندوب إليها، مرغب فيها عند الإقدام على فعل أمر مباح، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، فكلما احتاج المؤمن إلى هذه العبادة أقدم عليها حتى يطمئن قلبه إلى ما سيقدم عليه من فعل مباح، و يتبين له إن كان فيه خيرا أو ليس كذلك. ولن يخيبه الباري تعالى، لأنه استخاره و لجأ إلى كنفه. لذا الجئي إلى الله تعالى، و أقدمي على هذه الصلاة وأعيديها مرارا. و اختاري الأوقات الفاضلة لذلك خصوصا الثلث الأخير من الليل. فستجدين إنشاء الله ما يثلج صدرك و يطمئن قلبك و يوضح لك الرؤيا والله أعلم. نفقة تاجر المخدرات والدي يتاجر في المخدرات وقد نصحت له كثيرا فلم يسمع لي غير أنه لم يأمرني بسوء ويحثني على التعليم في الجامعة وصحبة الملتزمين وقد نصحني بعض الشباب بترك البيت وعدم قبول نفقة الوالد التي هي من حرام فهل هذا صحيح ؟ وماذا أفعل ؟ أفتونا مأجورين وجزاكم الله خيرا. لا تترك بيت والدك إلا إذا كنت قادرا على فتح بيت خاص بك، قادرا على تحمل أعباء الحياة... فمسؤولية النفقة على الأولاد من أهم واجبات الآباء قال تعالى: وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف وفي الحديث: إن من الذنوب ذنوبا لا يغفرها إلا السعي على العيال. وكون مال والدك من الحرام لا يلزمك بمغادرة البيت مادمت غير قادر على النفقة على نفسك، فإن استطعت فلك ذلك، ولكن دون قطع صلتك بوالدك فله عليك حق الطاعة والإكرام بالكلمة الطيبة مادام لا يدعوك إلى معصية. أما إذا لم تكن قادرا فلا تغادر بيت أبيك وتَبِعَةُ النفقة الحرام عليه... ذلك لأن في خروجك من بيت والدك دون القدرة على تحمل أعباء الحياة مفسدة قد تجرك إلى ارتكاب مفاسد أعظم، وبدل أن تكون أمام مشكلة واحد تصبح أمام عدة مشاكل أبرزها خلخلة نظام الأسرة التي تعيش بينها ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح. وفي حالتك فالحفاظ على كيان الأسرة قويا مصلحة، وعدم الوقوع في مفاسد أشد بسبب مغادرتك لبيت والدك مصلحة أخرى... فالزم بيت أبيك ولا تغادره حتى تصبح قادرا على تحمل أعباء الحياة وادعو الله تعالى أن يهدي والدك، ويصلح أمره وأمرك فإنه تعالى قريب مجيب....و الله أعلم.