صفحة جديدة مع الله.. في خير أيّام الله.. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيّام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام، يعني أيّام العشر، قالوا: يارسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشىء. أنظر كيف يتعجب الصحابة حتى قالوا: ولا الجهاد؟!! إنّها فرصة هائلة..فرصة لبدء صفحة جديدة مع الله..فرصة لتجديد إيمانك.. فماذا أعددت لهذه العشر وماذا ستصنع؟.. فإليك مجموعة فرص في هذه العشر من شهر ذي الحجة. فهو أولا فرصة لختم القرآن{وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً} الإسراء 82:..قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف..لابد من ختمة كاملة في هذه العشر على الأقل.. بدون فصال..وأنت تتلو القرآن.. أنزل آيات القرآن على قلبك دواء..ابحث عن دواء لقلبك في القرآن.. فتأمل كل آية .. وتأمل كل كلمة.. وتأمل كل حرف..ولكي تختم القرآن في هذه الأيام العشرة عليك أن تقرأ ثلاثة أجزاء يوميًا. ثم هي فرصة لتجدد صلاتك: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نُزُلا في الجنّة كلما غدا أو راح، والنُزُل هو الوليمة التي تعد للضيف..بأن تحرص على أن تخرج من بيتك قبل الأذان بخمس دقائق فقط بعد أن تتوضأ في بيتك..ثم تخرج إلى المسجد وتردد الأذان في المسجد، ثم تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء له صلى الله عليه وسلم بالوسيلة والفضيلة، ثم صلاة السنة القبلية بسكينة وحضور قلب ثم جلست تدعو الله، لأنّ الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة. وما أحلاك لو اصطفاك ربّك واجتباك ودمعت عيناك...ثم صليت في الصف الأول على يمين الإمام، وقرت عينك بتلك الصلاة فجلست قرير العين تستغفر الله وتشكره وتذكره، ثم صليت السنة البعدية بعد أن قلت أذكار الصلاة، إذا فعلت ذلك، فإليك الثمرات: ثواب تساقط ذنوبك أثناء الوضوء، وثواب كل خطوة للمسجد ترفع درجة وتحط خطيئة، وثواب ترديد الأذان مغفرة للذنوب، وثواب الدعاء للرسول صلى الله عليه وسلم نوال شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وثواب صلاة السنة القبلية، وثواب انتظار الصلاة فكأنّك في صلاة، وثواب الدعاء بين الأذان والإقامة، وثواب تكبيرة الإحرام، صلاة الجماعة، الصف الأول، ميمنة الصف، وثواب أذكار الصلاة، والسنة البعدية، وثواب المكث في المسجد. ثم إن العشر الأوائل من ذي الحجة فرصة لمضاعفة ذكر الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أيّام أعظم عند الله، ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيّام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، فأعظم كلمات الذكر عموما في هذه الأيام: >سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر)<. وهي فرصة للصيام: فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام يوم عرفة إنّي أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده. وهي فرصة لتعميق الأخوة في الله: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنّ من عباد الله لأناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى، قالوا: يارسول الله تخبرنا من هم؟ قال: هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إنّ وجوههم لنور، وإنّهم على نور لا يخافون إذا خاف النّاس ولا يحزنون إذا حزن النّاس وقرأ هذه الآية {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}. وقال صلى الله عليه وسلم: الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله. وختاما فالعيد فرصة كبرى في نهاية العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، فيوم العيد من أفضل أيّام السنة، لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل الأيّام عند الله يوم النحر ويوم القر.