تحولت دورة الحساب الإداري لبلدية الراشيدية الجمعة الماضية إلى بقاعة فلسطين إلى حلبة للمشاداة الكلامية كادت تسفر عن اشتباكات بالأيدي بين أنصار الرئيس وبعض مستشاري العدالة والتنمية في المعارضة، وهي الجلسة التي تأجلت بقرار من الرئيس نفسها، ومنذ البداية لاحت مؤشرات على مرور الجلسة في أجواء من الاحتقان والتوتر، فقد منع رئيس المجلس بعض وسائل الإعلام التي حضرت لتغطية الحدث من التصوير، ثم أصر على تمرير نقط جدول الأعمال والمصادقة عليها دون مناقشة، مما دفع مستشاري العدالة والتنمية للاحتجاج والمطالبة بفسح المجال للنقاش، وعندما أصر الرئيس على رأيه عمد مستشارو الفريق المعارض إلى الضرب على الطاولات احتجاجا. واستمر الوضع المشحون إلى النقطة الخامسة من جدول الأعمال ليدخل منعرج أخطر مع إصرار مستشاري العدالة والتنمية على أخذ الكلمة ليدخلوا في مشاداة كلامية مع أنصار الرئيس، وقام بعضهم بتكسير كؤوس الماء في حين صعد الرئيس فوق طاولة التسيير يصرخ ويتوعد، قبل أن يتدخل رجال الشرطة ويتم إخلاء القاعة وتوقفت الجلسة لتستأنف مساء على الساعة الثالثة بعد الزوال. وفي المساء، حضر الرئيس وقد وضع ضمادة على يده، في حين وضع مستشار آخر من الأغلبية ضمادة على إحدى عينيه، في حين بدا آخر وكأنه لا يقوى على الحركة. وفي دقيقة واحدة قرر الرئيس تأجيل الجلسة نظرا للأعطاب التي أصيب بها المستشارون على حد قوله، وقد جرى كل ذلك أمام مرأى ومسمع من باشا المدينة الذي لم يحرك ساكنا ولم يتحرك إلا عندما أقدم على منع مراسل جريدة الرشيدية من التصوير، بدعوى أن أوامر قد أعطيت له في هذا الصدد.