مرت دورة المجلس الجماعي لفاس لشهر يوليوز، التي عقدت صباح يوم الثلاثاء الماضي، في جو من «الهدوء النسبي» بين فريق العدالة والتنمية والعمدة شباط وأنصاره. وبخلاف جلسات سابقة، فإن مستشاري العدالة والتنمية قد شاركوا في أشغال الدورة إلى آخر لحظة، وذلك بعدما كان هؤلاء ينسحبون قبل أن يعمد العمدة شباط إلى المرور إلى التصويت على مشاريع الدورة. وعادة ما تشهد قاعة الاجتماعات بمقاطعة أكدال بمركز المدينة ملاسنات كلامية بين مستشاري العدالة والتنمية والعمدة شباط، ويلجأ هؤلاء إلى اتهام العمدة بسوء التدبير، فيما يرد عليهم شباط بأنهم متطرفون. وردد مستشار من العدالة والتنمية، لأكثر من مرة، عبارة «السيد الرئيس» وهو يخاطب العمدة شباط في نقاشه لعدد من النقط الواردة في جدول أعمال هذه الجلسة. وعين العمدة شباط الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية، حسن بومشيطة، عضوا في لجنة كلفت بإيجاد الصيغ الملائمة لحل مشكل أرض «جنان المنشية» التي اشترتها عائلات معوزة بفاس منذ حوالي 38 سنة دون أن تتمكن من بناء دورها بسبب منع السلطات لها من ذلك. وتطالب هذه العائلة بتعويضها عن الأرض، فيما يدعو شباط إلى تطبيق نزع الملكية في حقها. وتميزت الجلسة بحضور عدد من هذه العائلات، وكان أغلب المتضررين الحاضرين من النساء. وفي حديثه عن هذا «التحول» في علاقة مستشاري العدالة والتنمية بالعمدة شباط، قال مسؤول محلي بالحزب إن مستشاريه يقومون بما سماه بالمعارضة الناصحة، ولذلك فهم لا يرون أي مانع من المشاركة في النقاش وتفعيل مقترحات تقدموا بها وحظيت بالقبول. وناقشت الدورة احتفالات عيد العرش بفاس، وهي الاحتفالات التي سبق لشباط أن قال إن المجلس رصد لها ميزانية تقدر ب40 مليار سنتيم. وأجلَتْ عددا من الملفات، صنفت ضمن «قضايا العقار» إلى دورة لاحقة ل«تعميق النقاش» حولها. وفي السياق ذاته، بدأت منذ حوالي ثلاثة أيام أوراش «تجميل» شوارع وأزقة المدينة استعدادا لاحتفالات عيد العرش لهذه السنة. ولوحظ أن فرق النظافة وعمال الإنعاش قسموا إلى فرق ليلية وأخرى تعمل بالنهار لإزالة الأوساخ من أهم شوارع المدينة وتزيين أشجار ونخيل شارع الحسن الثاني، وهو من أكبر شوارع المدينة ويصنفه العمدة شباط ضمن إنجازاته الحضارية الكبرى. وبدأت السلطات الأمنية بدورها حملتها التي تستهدف مشردي المدينة ومتسوليها، واختفى جزء مهم منهم عن الأنظار في الأيام القليلة الماضية، فيما لاتزال «مفاجآت» الوضع الأمني المتردي بالمدينة تخيف هؤلاء المسؤولين، خصوصا بعد حوادث الاعتداءات والسرقات الروتينية التي يتعرض لها المواطنون في شوارع المدينة وفي «واضحة النهار». وقال أحد المواطنين، في تعليقه على هذه الأوراش، «إن المدينة بدأت تكتسي حلة جيدة، لكن المشكل هو أن الأمور تعود إلى مجراها العادي بمجرد مغادرة الملك للمدينة». وأضاف أنه «حتى الإدارات أصبحت تعامل المواطنين بشكل لائق ومهذب مخافة شكايات يمكنها أن تصل إلى أسماع الملك». ومن جهة أخرى، قال مستشار جماعي بمنطقة أولاد الطيب، بضواحي المدينة، إن مسؤولين جماعيين قد دعوا في الأيام القليلة الماضية بعض «أعيان» المنطقة إلى جمع «تبرعات» استعدادا لزيارة الملك واحتفالات عيد العرش. واستغرب هذا المستشار هذه «المبادرة»، قائلا إنها تذكر بما كان يحدث على هامش الاستعداد لاحتفالات عيد العرش في عهد الراحل الحسن الثاني، وحيث كانت السلطات تجبر الساكنة في العالم القروي على جمع التبرعات والزرابي وأمتعة إعداد الشاي للاحتفال بمناسبات وطنية، وأهمها عيد العرش. وقال ذات المصدر إن السلطات المحلية بهذه الجماعة على علم بهذه «المبادرة».