اتحاديون ينسحبون من الدورة ما قبل الأخيرة للمجلس الجماعي لفاس، لأول مرة في تاريخ الولاية الحالية، تنديدا بما سموه اختلالات في تدبير الشأن الجماعي، ومستشارو العدالة والتنمية ينهون الجلسة التي عقدت صباح يوم الجمعة الماضي على غير العادة، لكن دون التصويت بعدما ألفوا مغادرة أغلب الدورات السابقة بالاحتجاج قبل التصويت، والعمدة الاستقلالي، حميد شباط، يصعد من لغة الانتقاد الموجهة إلى الاتحاديين متهما بعضهم بالنصب والاحتيال وسوء تدبير شؤون الجماعة في الولاية السابقة. فيما غاب عن الدورة فريد أمغار، مستشار الأصالة والمعاصرة ومنسقه الجهوي وخليفة العمدة شباط، والذي كان إلى وقت قريب ممثلا للحزب الاشتراكي الموحد بهذا المجلس. أما ممثلو الأحزاب الأخرى، فهي دوما تفضل التصويت إلى جانب العمدة، مهما اختلفت الألوان والأسماء و«المرجعيات». هذه مؤشرات مرحلة «التصعيد الانتخابي» بين أحزاب تطمح لرئاسة المجلس الجماعي لفاس في الولاية القادمة. الاتحاديون وزعوا وثيقة سموها ب«نقطة نظام» تطرقوا فيها إلى ما وصفوه بالاختلالات في تدبير «الشأن في جماعتنا، وبخاصة اختلالات التدبير المالي وأجوبة الأخ الرئيس حول ذلك»، وأعلنوا عن تنظيم ندوة صحفية لتوضيح موقفهم أكثر، سينشطها الكاتب الإقليمي والمحامي، محمد الدباغ والذي سبق بدوره أن نال انتقادات لاذعة وصلت إلى اتهامات في الذمة المالية أثناء تدبيره للشأن الجماعي في الولاية السابقة. ومن المعتاد في فاس أن تشهد خلال كل استحقاق انتخابي معارك «عنيفة» بين الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال من أجل الظفر برئاسة المجلس، وهما الحزبان اللذان كانا دوما «يتناوبان» على تدبير الشأن الجماعي الفاسي. نفس الوعيد لوح به العمدة شباط خلال الندوة الصحفية للرد على الاتحاديين، مع الحرص على الكشف على ما سماه بممارسات النصب والاحتيال على المواطنين ب«الدليل القاطع». مشاهد أخرى انتخابية تشهدها المدينة، لكن هذه المرة في أزقتها وشوارعها وأحيائها التي بدأ ممثلوها في المجلس الجماعي في سلسلة من الأوراش والإصلاحات تتم بسرعة متناهية وبحضور يومي للمنتخبين الذين يحرصون على أن يشاهدهم المواطن البسيط وهم يعطون «التعليمات» للعمال من أجل إنجاز أشغال التبليط والتشوير والتزفيت وغيرها. على أن أغلب هؤلاء المستشارين هم من أعضاء أغلبية العمدة الذين «تسهل» لهم إجراءات الإصلاح والترميم، عكس المعارضين الذين يقولون دوما إن مطالبهم ل«فك العزلة» عن مواطني أحيائهم تواجه ب«الحصار». وغير بعيد عن المشاهد الانتخابية بالمدينة، أعلن العمدة شباط عن مشروع زرع مليون وردة في حديقة قال إن المجلس الجماعي سيشيدها بحي واد فاس، الحي ذاته الذي يرتقب أن يبنى فيه الشاطئ الاصطناعي. ويصف أنصار شباط المشروع بالفكرة الرومانسية، قائلين إنه سيتم زرع مليون زهرة سنويا على أمل توفير زهرة سنويا لكل قاطن. ولتحقيق هذا الهدف، خصص المجلس الجماعي ميزانية تفوق 17 مليون درهم لإنجاز المشروع، والذي سبق أن أطلق لأول مرة سنة 1987 بمبادرة من المجموعة الحضرية السابقة لفاس الكبرى، التي رصدت ميزانية سنوية تقارب مليوني درهم لإنشاء حديقة نباتية بمنتزه واد فاس، على مساحة 15 هكتارا، لكن دون أن يتم تنفيذه. وسيتم تزويد حديقة فاس بقاعات عروض ومسرح صغير للأنشطة الثقافية ذات العلاقة بالبيئة ومكتبة، بالإضافة إلى غطاءات نباتية وفضاءات أشجار منها، بالخصوص، أشجار الأركان والنخيل والورود والخيزران.