يشن حزب الهمة بفاس حربا إعلامية على العمدة شباط، بدأت «التسخينات» الأولى لها مع الحملة الانتخابية لاقتراع 12 يونيو الماضي، التي اتهم فيها مسؤولو حزب الأصالة والمعاصرة في أكثر من شكاية الاستقلاليين باستعمال المال واللجوء إلى أسلوب البلطجة لاستمالة أصوات الناخبين. وتصاعد إيقاع هذه الحرب مع انتخاب عمدة فاس والمكتب المسير للمجلس الجماعي، وهي «الحصة» التي وقف فيها الأمين العام الجهوي للحزب، حسن التايقي، وجها لوجه، بالقاعة التي احتضنت هذا الانتخاب، مع الكاتب العام للولاية ورئيس قسم الشؤون الداخلية بها ليتهم السلطات الإدارية بالتواطؤ مع شباط وفريقه للعودة مجددا، كأغلبية، لتسيير الشأن المحلي. وزادت حدة الحرب مع انعقاد أول دورة للمجلس الجماعي صباح أول أمس الاثنين، وهي الدورة التي وجه فيها «أتباع» الهمة بفاس اتهامات بالفساد إلى مسيري الشأن المحلي في الولاية الجماعية السابقة. ولجأ كل من فريد أمغار، عضو بالمكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة ومستشار عن فريقه بالمجلس الجماعي بفاس، رفقة حسن التايقي، الأمين العام الجهوي للحزب نفسه، مساء اليوم ذاته إلى عقد ندوة صحفية لإعادة «نشر» هذه الاتهامات التي «فضلوا» توجيهها بالمباشر إلى العمدة شباط. ووصف الأمين العام الجهوي لحزب الهمة التجربة الجماعية السابقة للعمدة شباط بالتجربة السيئة. وقال إنها لم تمس فاس لوحدها وإنما مست المغرب كله. وقال إن هناك استمرارية ما أسماه بعقلية الفساد والعبث والاستهتار في التجربة الحالية. فيما سجل أمغار، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة بأنه يدق ناقوس الخطر لأن فاس يحكمها ما وصفه بالمنطق الديكتاتوري. وعبر أمغار عما سماه بالتشاؤم من مستقبل مدينة فاس، مسجلا بأن تخوفه مبني على وقائع «العصابات التي تتحكم في أمن ساكنة المدينة». وعاد قليلا إلى الحملة الانتخابية للاستقلاليين، مؤكدا بأن «عصابات الباركينات هي التي قادت حملة حزب الاستقلال». وتحدث محمد بلفقيه، عضو المجلس الوطني لحزب الهمة، في نفس الندوة، عن أن عمدة فاس يعد بطلا للمسلسل الديمقراطي في المغرب والذي سيتحول إلى مسلسل مكسيكي في 400 حلقة، طبقا لتصريحه. ومن جهته، اتهم العمدة شباط «رفاقه» في أغلبية الولاية الجماعية السابقة بسوء تدبير المحطة الطرقية، والتي تولى أمغار تفويض تدبيرها لبعض الوقت. وقد سبق لشباط أن تحدث، في ندوة صحفية، أعقبت تشكيل مكتب المجلس الجماعي لفاس، عن أن اتصالات جرت بينه وبين منتخبي حزب الأصالة والمعاصرة للالتحاق بأغلبيته، لكن هذه الاتصالات فشلت، في آخر لحظة، بسبب ما يقول إنها تطلعات لهؤلاء لا تتماشى ونتائجهم في الانتخابات الجماعية. وقال إن فشل هذه الاتصالات دفع هؤلاء إلى قطع الصلة بأغلبيته. وكان عدد من أعضاء الفريق الحالي للأصالة والمعاصرة، قبل أن يلتحقوا بهذا الحزب من آفاق حزبية مختلفة، ضمن أغلبية العمدة شباط في التجربة الجماعية السابقة. وبالرغم من هذه المشاركة في أغلبية التجربة الجماعية التي وصفوها في الندوة الصحفية بالسيئة، فإن مستشاري فريق الهمة بفاس يؤكدون على أنهم كانوا دوما على هامش هذه الأغلبية وفي المعارضة داخلها بسبب ما يسمونه بالتسيير الفردي لرئيس المجلس الجماعي.