لجأ أنصار حزب العدالة والتنمية إلى بث شريط آخر على موقع «يوتوب» الشهير يصور عملية «احتجاز» العمدة شباط من قبل ساكنة أحد الأحياء «العشوائية» بفاس، صباح يوم الجمعة الماضي، وذلك بعدما اتهموه بمحاولة الاستيلاء على أرض توجد بالقرب من حيهم دون أن يعمد إلى «التفاوض» معهم لإيجاد الحل المناسب لوضعهم. وأظهر الشريط، الذي دام دقيقة و5 ثوان، ما يقرب من 100 محتج وهم يحاصرون عمدة فاس، بينما هذا الأخير يلوح بيده في اتجاه أحد مستعملي الهاتف النقال لمنعه من تسجيل المشهد. وكان هذا الأخير قد حل بالحي بمجرد علمه بالاحتجاج في محاولة منه لإخماد فتيل احتجاجات ضده في منطقة يعتبر ساكنتها من «أتباعه». وكاد الوضع ينفلت، عندما عمد شبان إلى رمي بعض أنصار العمدة بالحجارة. فيما لم ينفع شباط للخروج من هذه «المحنة» بحي أيت سقاطو بمنطقة الأطلس سوى قائد الملحقة الإدارية بالمنطقة وبعض معاونيه. وعمد المحتجون كذلك إلى «احتجاز» شاحنة وآلة حفر كان المكلفون بأشغال الحفر يستعملونها. ولم «يفرج» المتظاهرون عن هذه المعدات، إلا بعد أن قدمت لهم وعود بإيقاف الأشغال إلى حين التوصل إلى حل مرض لجميع الأطراف. واستنفر هذا الوضع الأمني مختلف الأجهزة الأمنية والعسكرية. وألقت عناصر الشرطة القضائية القبض على ثلاثة أشخاص ينتمون إلى نفس الحي وتم التأكد من هويتهم، قبل أن يتقرر إخلاء سبيلهم. ويعرف هذا الحي «العشوائي»، الذي يوجد في قلب فاس، بكونه من الأحياء التي تتوفر على كثافة سكانية كبيرة، ويسكنه عاملون سابقون في الجيش وفي قوات التدخل السريع. وكان المجلس الجماعي قد قرر بدء الأشغال بالقرب من هذا الحي لإنجاز طريق يؤدي إلى سوق سيبنى بالقرب منه، وفقا لتصميم التهيئة. لكن المجلس لم يحدد بعد الفضاء الذي سيبنى فيه هذا السوق، ولم يعمد إلى «التشاور» مع ساكنة الحي الذي ظل «تحت قبضة» حزب الاستقلال، قبل أن يدخل حزب العدالة والتنمية على الخط. وعبر المحتجون عن تخوفهم من أن تؤدي هذه الأشغال إلى «الإجهاز» على «بيوتاتهم». ويبدو أن الاستقلالي شباط «سقط» ضحية «تغير» الخريطة الحزبية بهذا الحي. وهذا ما أشارت إليه تقارير أمنية أنجزت حول الاحتجاج. التقارير ذاتها أشارت إلى أن حزب العدالة والتنمية هو الذي «سير» هذا الاحتجاج من «خلف الستار».