كشفت وثائق سرية أمريكية رفع عنها الحظر مؤخرا أن نظام الجنرال فرانكو الذي حكم إسبانيا خلال السبعينات من القرن الماضي كان مستعدا للدخول في حرب ضد المغرب من أجل مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين في حال طالب المغرب بإرجاعهما إلى السيادة المغربية. وجاء في تلك الوثائق السرية التي تعود إلى بداية الستينات من القرن الماضي خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي من الحزب الديمقراطي أن الجنرال فرانسيسكو فرانكو، الذي حكم إسبانيا بيد من حديد عبر عن قلقه في بداية العام 1961 من صفقة أسلحة أمريكية للمغرب، وتخوف من أن يستخدمها هذا الأخير ضد نظام حكمه من أجل استعداة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين وبسط سيادته على الصحراء المغربية. وحسب إحدى تلك الوثائق فإن الإدارة الأمريكية كانت تعتقد في ذلك الوقت أن إسبانيا ستضطر للتخلي عن مستعمراتها ما وراء البحار بالقارة الإفريقية، في حال ما إذا تم اكتشاف النفط فيها، أي في إسبانيا، ووفقا لما جاء في تلك الوثيقة التي نشرت فقرات منها يومية لابانغوارديا الإسبانية أمس الخميس فإن العلاقة بين نظام الجنرال فرانكو وبين إدارة جون كينيدي كانت الأسوأ في تاريخ العلاقات بين إسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت كانت حريصة جدا على استمرار قواعدها العسكرية فوق التراب الإسباني التي تم إنشاؤها عام 1953 بعيد الحرب الأهلية الإسبانية بين الجمهوريين والملكيين، وقالت الوثيقة إن كينيدي كان متعاطفا مع المعارضة الإسبانية المناوئة لنظام فرانكو. وأشارت أحدى تلك الوثائق التي يعود تاريخها إلى 1962 إلى أن الإدارة الأمريكية كانت تعتقد بأنبروز الحس القومي سوف يقود حتما إلى انسحاب إسبانيا من الصحراء وإيفني وغينيا الإسبانية جنوب الغابون في إفريقيا والتي كانت مستعمرة إسبانية في القرن الماضي. وقالت الوثيقة أيضا إن الجنرال فرانكو كان يريد تسليم الصحراء إلى موريتانيا ومن بعد ذلك تسليمها إلى المغرب مقابل تنازل هذا الأخير عن حقوقه التاريخية في سبتة ومليلية والجزر المغربية المحتلة.