أثارت صحافية إسبانية زوبعة في مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين يوم الجمعة الماضي بمطالبتها بإرجاعهما إلى السيادة المغربية، ويتزامن ذلك مع الطلب الذي تقدمت به الحكومتان المحليتان في المدينتين المحتلتين إلى الحكومة الإسبانية قصد السماح لهما بالمشاركة في اللقاء السابع للجنة العليا المشتركة بين البلدين التي ستنعقد يوم الخميس المقبل في إشبيلية. وقالت الصحافيةماريا أنطونيا إغليسياس يوم الجمعة الأخير في تصريحات للقناة التلفزية الإسبانية أنطيناتريس بأن إسبانيا مدعوة إلى التفكير جديا في إعادة مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين إلى السيادة المغربية، وأضافتيجب أن نضع في الاعتبار جيدا أين توجد سبتة ومليلية وأين توجد إسبانيا في حال ما إذا واجهنا يوما خيار تسليمهما إلى المغرب. وشكلت هذه التصريحات مثار انزعاج للحكومتين المحليتين في الثغرين المغربيين المحتلين اللتين يرأسهما الحزب الشعبي اليميني، خاصة وأن ماريا إغليسياس مقربة من الحزب الاشتراكي الحاكم وشغلت في عهد رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي الأسبق فيليبي غونزاليث مديرة لقناة تيفي الحكومية ومعروفة بمواقفها. وتضاف هذه التصريحات إلى تلك التي سبق أن أدلى بها في وقت سابق ماكسيمو كاخال الذي عمل في عهد الجنرال فرانكو مترجما أثناء زيارة الرئيس الفرنسي الجنرال ديغول لإسبانيا في الستينيات، وشغل سابقا سفيرا لبلاده في عدة بلدان عربية وأجنبية ووضع كتابا عن المدينتين المغربيتين المحتلتين، ويشغل حاليا منصب مستشار لرئيس الوزراء خوسي رودريغيث زباثيرو في موضوع حوار الحضارات. وكان كاخال قد طالب بإعادة سبتة ومليلية المحتلتين إلى السيادة المغربية، ودعا إلى مراجعة مقررات التاريخ الإسباني في المدارس وتصحيح صورة المغرب فيها، وشن اليمين الإسباني حملة إعلامية قوية ضده وضد الحكومة مطالبا إياها بطرده من الحزب الاشتراكي، لكن زباثيرو بدل ذلك عينه مستشارا له في موضوع حوار الحضارات مما أثار غضب اليمين أكثر، وأعلن كاخال بعد تعيينه إلى أن العلاقة مع المغرب سيتم بحثها في إطار هذا الحوار، في إشارة إلى تصحيح الكتب المدرسية الخاصة بتاريخ البلدين. من جانب آخر، رفضت حكومة مدريد أول أمس السبت حضور الحكومتين المحليتين لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين في اجتماع اللجنة العليا المغربية الإسبانية التي ستعقد يوم الخميس المقبل بمدينة إشبيلية، مؤكدة بأن الحكومة المغربية لن تقبل بذلك. وطالبت الحكومتان المحليتان في الأسبوع الماضي في رسالة موجهة إلى الحكومة بالمشاركة في الاجتماع، بدعوى أن زباثيرو كان قد وعد بذلك في وقت سابق، لكن وزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس رد على سؤال من أحد نواب اليمين قائلا بأن وعد زباثيرو كان مرتبطا بشرطين أساسيين، الأول أن تتطرق اللقاءات مع المغرب إلى قضايا تهم المدينتين المحتلتين بشكل مباشر، والثاني أن يحصل اتفاق مع الجانب المغربي بشأن إمكانية المشاركة من عدمها. وتبحث اللجنة العليا يوم الخميس المقبل قضايا متعددة تهم البلدين كالهجرة السرية والقاصرين ومكافحة الإرهاب والمخدرات وحوار الحضارات، ويتوقع أن يتم خلالها توقيع عدة اتفاقات تهم مجالات التعاون بين البلدين.