تواصل الصراع السياسي بين المعارضة اليمينية الإسبانية ورئيس الحكومة اليسارية ثاباثيرو ، بعدما طالب نائب يميني رئيس الوزراء بإعطاء توضيحات حول قرار إقصاء حكومتي مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين من لقاءات القمة السنوية بين المغرب وإسبانيا . حيث أبدت أحزاب المعارضة اليمينية غضبها من القرار بين الاستنكار والتهديد . وجاء تبرير ثاباثيرو حول القرار كونه مبادرة حسن نية من مدريد تجاه المغرب والذي سيبدي تحفظه من حضور ممثلين عن مناطق محتلة ببلاده لاجتماعات ثنائية مما يعني اعترافا ضمنيا بالسيادة الإسبانية على مدينتين لا يزال المغرب يطالب باسترجاعهما كحق تاريخي له عند الإسبانيين . وأن الاختصاصات السيادية والتمثيلية المخولة للمناطق المحتلة شمال المغرب لا تسمح لهما بحضور أشغال اللجان العليا المشتركة بين البلدين . واستنكرت حكومتي المدينتين المغربيتين المحتلتين على الحكومة المركزية بمدريد قرار حرمانهما من المشاركة في هذه اللقاءات ، حيث رفض الناطق الرسمي باسم الحكومة المحلية المستقلة بمليلية المحتلة التي يرأسها النائب الشعبي إمبرودا مبررات ثاباثيرو واعتبرها مجاملة للمغرب . واعتبر زعيم حزب الاتحاد والتقدم والديمقراطية إميليو غيرا المعارض بمجلس مدينة مليلية المحتلة ، قرار الحكومة المركزية ، تمييزا في حق المدينتين المحتلتين اللتين تجمعهما حدود ترابية مع المغرب ، وتساءل الزعيم المعارض عن دواعي إشراك حكومة مدريد لممثلين عن جهات الأندلس والكناري في هذه اللقاءات الثنائية والإقصاء المتعمد لحكومتي سبتة ومليلية منها . وتزامن هذا الجدال السياسي الإسباني الداخلي حول وضع العلاقات مع الجار الجنوبي مع انزعاج حكومة مدريد من تعيين المغرب لقيادي سابق بالبوليزاريو سفيرا للمغرب بمدريد ، واعتبر اليمين المعارض قبول ولد سويلم سفيرا بمدريد إمعانا في مجاملات ثاباثيرو للمغرب ، كما فرض اليمين ضغوطا كبيرة على ثاباثيرو من أجل استصدار قانون يلحق مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين بمؤسسات الاتحاد الأوربي لضمان سيادته عليهما . وبذلك يكون المغرب لاعبا أساسيا في صنع الخيار السياسي الإسباني عندما يتم استحضار حقوقه التاريخية في مدينتين مغربتين محتلتين ، وتحاول إسبانيا تجاوز هذه المآزق بالإدماج التدريجي لمغاربة الثغرين المحتلين في المجتمع الإسباني لتكريس احتلالها لهما ، والتنصل من دورها الرئيسي في صناعة موجة الانفصال بالجنوب المغربي .