طالب أحد النواب في البرلمان الإسباني أول أمس بتمثيل المدينتين المغربيتين المحتلين سبتة ومليلية في أي قمة تعقد بين الجانب المغربي والإسباني مستقبلا. ودعا باولينو ريفيرو، عن تحالف جزر الكناري، الحكومة الإسبانية إلى اعتبار المدينتين، إضافة إلى جزر الكناري، طرفا في أي مفاوضات مغربية إسبانية «كلما تعلق الأمر بما يمس المناطق الثلاثة»، من أجل ضمان «الشفافية المؤسساتية التي تتطلب إلغاء جميع الشكوك»، بحسب ما أوردته يومية آ بي سي الإسبانية أمس الثلاثاء. وبدوره أعلن النائب في مجلس الشيوخ الإسباني نيكولاس فيرنانديث، عن الحزب الشعبي اليميني أنه سيتقدم بسؤال عاجل إلى الحكومة الاشتراكية في شخص وزير الخارجية ميخيل أنخيل موراتينوس، حول نفس الموضوع، في جلسة الأربعاء المقبل، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء خوسي لويس رودريغيث زباثيرو، التزم في خطاب تنصيبه في شهر أبريل الماضي بإشراك الحكومات الإقليمية القريبة لكل من المغرب وفرنسا والبرتغال في أي مفاوضات مع هذه البلدان تتعلق بشأن من شؤون هذه الحكومات. وبحسب المراقبين، فإن خطوة الحزب الشعبي هذه ترمي بالدرجة الأولى إلى عرقلة أي تحسن في العلاقات بين الرباطومدريد، إثر المؤشرات الإيجابية التي لاحت في سماء البلدين بعد وصول الحزب الاشتراكي إلى السلطة، وحدوث تحول إيجابي في مواقف الحكومة الجديدة بشأن عدة قضايا كانت محل تعارض في السابق مثل قضية الصحراء المغربية وملف الصيد البحري وموضوع الهجرة. وكان رئيس الحكومة الإسبانية زباثيرو قد أعلن في برنامجه الحكومي أمام النواب في أبريل الماضي عن نيته في توسيع الحكم الذاتي في المدينتين السليبتين سبتة ومليلية، وتعهد أمام رئيسي بلديتي المدينتين المغربيتين المحتلتين، اللذين ينتميان إلى الحزب الشعبي اليميني المعارض بمنح مزيد من صلاحيات الحكم الذاتي. يذكر أن جميع المناطق الإسبانية تتمتع بحكم ذاتي موسع باستثناء سبتة ومليلية، وفي عام 1994 أقدم رئيس الحكومة الاشتراكية السابق، فيليبي غونزالث على منحهما الحكم الذاتي، قبل أن تعلن الحكومة الاشتراكية الحالية عن منح المزيد من الصلاحيات لهذا الحكم الذاتي، علما أن الحزب الشعبي بزعامة خوسي ماريا أزنار امتنع عن تطوير الحكم الذاتي للمدينتين خلال مدة حكمه ما بين 1996 2004 تخوفا من رد الفعل المغربي. وفي تعليقه على هذه التصريحات، قال محمد حامد علي، أمين عام حزب اتحاد مسلمي سبتةالمحتلة، في اتصال هاتفي معالتجديد، أن هدف الحزب الشعبي اليميني، الذي يكاد يكون متطرفا، كان دائما هو إدراج مدينة سبتة ومليلية المحتلتين في أي اتصالات مغربية إسبانية، سواء كانت سياسية أو تجارية أو غيرها، حتى لا تظل المدينتان خارج أي اتفاق تجاري يمكن أن يوقع بين الطرفين المغربي والإسباني، وأضاف حامد علي أنه في حال موافقة الحكومة الإسبانية المركزية في مدريد على اقتراح الحزب الشعبي، فإن ذلك سيكون بمثابة اعتراف بأن المدينتين إسبانيتان، شأنهما شأن إقليم كاتلونيا أو الباسك مثلا، وهذا لن يكون في جانب قضية المغرب. إدريس الكنبوري