أعلنت مصادر إسبانية أن حكومة مدريد قررتإخبار المغرب بالزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الاشتراكي خوسي لويس رودريغيث ثباتيرو إلى مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين خلال النصف الأول من شهر يناير 2006.وقالت مصادر حكومية إسبانية لوكالة أنباء أوروبا بريس الأربعاء 28 دجنبر 2005 إن الحكومة سوف تخبر الجانب المغربي بموعد زيارة ثباتيروقبيل حصولها، ولكن بشكل غيررسمي، أي بعيدا عن البروتوكولات الديبلوماسية، وأضافت إن وزيرالخارجية الإسبانية ميغيل أنخيل موراتينوس سوف يقوم بإخبار نظيره المغربي محمد بنعيسى عبر الهاتف. وأثار الخبر استياء اليمين الإسباني الذي يحكم المدينتين المغربيتين المحتلتين، وصرح رئيس الحكومة المحلية لسبتةالمحتلة خوان خيسوس فيفاس من الحزب الشعبي اليميني أنهلا يجب على الحكومة المركزية في مدريد إطلاع الحكومة المغربية بالزيارة التي يعتزم ثباتيرو القيام بها للثغرين المغربيينلأنه سوف يأتي إلى مدينتين إسبانيتين، وطالب حكومة مدريد بالاعتذار عما ورد في الخبر إن كان صحيحا، مضيفا بأنه إذا ما تأكد فإن ذلك سيكونأمرا غير مقبول إطلاقا، حسبما أرودت وكالة أوربا بريس الإسبانية أول أمس. ويذكر أن رئيس الوزراء الإسباني ثباتيرو أعلن في شهر أكتوبر الماضي في إفطار مناقشة نظمته أوروبا بريس أنه سوف يقوم بزيارة سبتة ومليلية المحتلتين للوقوف على أوضاع المهاجرين الأفارقة الموجودين في مراكز للإيواء، دون تحديد موعد لزيارته، ومنذ ذلك الوقت واليمين الإسباني يحاول الضغط على الحكومة المركزية لكي يجعل تلك الزيارة تتجه إلى الضغط على المغرب بسبب موضوع هجرة الأفارقة السريين عبر الجدارين المقامين حول المدينتين، وأن تتحول تلك الزيارة إلى تكريس لإسبانية المدينتين. وكان زعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي قد قام بزيارة استعراضية للمدينتين في شهر أكتوبر الماضي لاستفزاز المغرب،وتعمد الحضور إلى المؤسسات التمثيلية التي ترمز إلى السيادة الإسبانية على المدينتين، دون أن يقف عند معاناة المهاجرين الأفارقة. واختار الحزب الشعبي الدخول في معركة مع الحكومة لإفساد العلاقات الجيدة بين البلدين بعد مجيئ الاشتراكيين إلى الحكم، حيث نقل خلافه التقليدي مع الاشتراكيين إلى مقر البرلمان في مدريد وتقدم بملتمس مستعينا بأحزاب يسارية صغيرة مناوئة للمغرب، لاستصدار قرار يؤكد الطابع الإسباني لسبتة ومليلية، واضطر الاشتراكيون للتصويت عليه بسبب حرج الموقف أمام الرأي العام الإسباني المتأثر بالدعاية السياسية التي يقودها اليمين ضد المغرب والمدينتين المحتلتين كما تقدم اليمين خطوة أخرى بدعوة الملك خوان كارلوس بزيارة سبتة ومليلية إمعانا في استفزاز المغرب. للتذكير فإن العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس لم يسبق أن زارالمدينتين منذ تنصيبه في بداية الثمانينات، ولكن زارهما عندما كان أميرا في نهاية السبعينات من القرن الماضي، وفي عام 1981 زارهما رئيس الوزراء الإسباني الأسبق أدولفو سواريس ولكن زيارته وصفت يومها بأنهاتفقدية فقط، وفي عام 2000 قام رئيس الحكومة اليمينية السابق خوسي ماريا أثنار بزيارة المدينتين ولكن فقط بوصفه رئيسا للحزب الشعبي وليس كرئيس للحكومة.