في ظل جدل سياسي واسع بين الحكومة والمعارضة في إسبانيا أعلن نهاية الأسبوع في مدريد عن زيارة رئيس الوزراء خوسي لويس رودريغيث زباثيرو الثلاثاء 31 يناير 2006 للمدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلية. وجاء الإعلان عن الزيارة في الشهر الماضي على لسان زباثيرو نفسه أمام البرلمان الإسباني إثر عمليات تسلل المهاجرين السريين الأفارقة عبر المدينتين المحتلتين إلى التراب الإسباني، وحددت لها بداية شهر يناير الحالي. عقب ذلك أثير الجدل بشأن الزيارة وسط اليمين الذي أراد أن يجعل منها رسالة سياسية قوية إلى المغرب، بهدف القضاء على ما تحقق في العلاقات الثنائية بين البلدين بعد فوز الاشتراكيين، لكن الحكومة أرادتها فقط زيارة تفقدية لملاجئ المهاجرين الأفارقة السريين للوقوف على أسباب حوادث التسلل في الصيف الماضي. غير أن تأجيل الزيارة التي كانت مقررة في الأسبوع الأول من هذا الشهر دفع الحزب الشعبي الحاكم في المدينتين إلى الضغط على الحكومة المركزية للتعجيل بالزيارة، ووجهت اتهامات إلى وزير الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس بكونه قام بإخبار الحكومة المغربية سلفا بالزيارة وأن ذلك يعتبر خضوعا للمغرب، وفسر التأجيل على أنه جاء بطلب مغربي. وفي تصريحات صحافية يوم الجمعة الماضي نفى زباثيرو أن تكون هناك ضغوطات من جانب المغرب بشأن زيارته المزمعة إلى سبتة ومليلية يومي 31 يناير و1 فبراير، وقال إنهناك علاقات جيدة بين إسبانيا والمغرب، مضيفا قوله أن هناك منلا يريد أن تكون كما هي عليه الآن في إشارة إلى جودة العلاقات بين مدريد والرباط، مشيرا إلى أن حزبه منذ توليه الحكم في مارس 2004 وضع على رأس جدول أعماله تحسين علاقاته مع جيران إسبانيا، وخاصة المغرب وفرنسا والبرتغال. وبهذه الزيارة يكون زباثيرو ثاني رئيس حكومة إسباني يقوم بزيارة المدينتين المغربيتين المحتلتين بشكل رسمي منذ انتهاء مرحلة حكم الجنرال فرانكو في نهاية السبعينات، بعد رئيس الوزراء الأسبق أدولفو سواريس الذي زارها عام ,1980 ولم يزرها ليوبولدو كالفو سوطيلو وفيليبي غونزاليس، أما خوسي ماريا أثنار فقد زارها مرتين خلال ولايته التي دامت ثماني سنوات، الأول في يناير 2000 والثانية في فبراير ,2004 لكن بصفته رئيس الحزب الشعبي وليس كرئيس للحكومة، وكانت الزيارتان في إطارالحملات الانتخابية لحزبه.