يقوم رئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس رودريغيث زباثيرو غدا الأربعاء بزيارة إلى المغرب هي الثانية له منذ توليه السلطة في العام الماضي، كما سبق الإعلان عن ذلك خلال القمة الفرنسية الإسبانية التي عقدت الأسبوع الماضي. وتأتي زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بمناسبة الذكرى الخمسين لحصول المغرب على استقلاله، كما تأتي إثر التطورات الأخيرة في ملف الهجرة السرية بعد تسلل المهاجرين الأفارقة عبر جدار مليلية المغربية المحتلة في الشهر الماضي، وما أثاره ذلك من نقاش بشأن دور المغرب والاتحاد الأوروبي في مكافحة هذه الظاهرة. وفي هذا الإطار سبق وأن صرح زباثيرو بأن مهمة مكافحة الهجرة السرية التي أصبحت تضر بالمغرب لا تقع على عاتق هذا الأخير وحده، بقدر ما تتطلب تظافر جهود البلدان الأوروبية الأخرى، وهو ما سبق أن اكده في أكثر من مناسبة وزيره في الخارجية ميغيل أنخيل موراتينوس الذي زار الجزائر في الأسبوع الماضي حيث تباحث مع عبد العزيز بوتفليقة حول مسؤولية الجزائر في محاربة ظاهرة الهجرة، وأعلن أن موضوع الهجرة سيكون حاضرا في مؤتمر برشلونة الأورومتوسطي الذي سيعقد يوم 28 من الشهر الحالي. وتعتزم أوروبا لمحاربة الهجرة السرية عبر حدودها وضع خطة جديدة بشراكة مع بلدان جنوب المتوسط ومن ضمنها المغرب، حيث أعلن المفوض الأوروبي في العدل والأمن فرانكو فراتيني خلال اللقاء الذي جمعه بزباثيرو في الأسبوع الماضي عن رغبة الاتحاد الأوروبي في إنشاء حرس حدودي على ضفتي البحر المتوسط لمراقبة تسلل قوارب المهاجرين السريين ومحاربة المهربين، وأعلن في ندوة صحافية أن الاتحاد الاوروبي والمغرب يتفاوضان حاليا من أجل توقيع اتفاق في نهاية العام الجاري يتسلم المغرب والجزائر بموجبه المهاجرين الذين يتم طردهم من التراب الأوروبي. وسوف تشكل الهجرة السرية أحد القضايا التي يناقشها رئيس الحكومة الإسبانية مع المسؤولين المغاربة، خاصة في سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين، حيث أعلن زباثيرو قبل أيام أن مهمة مكافحة الهجرة السرية عبر المدينتين تقع على إسبانيا والمغرب معا، كما ستشمل المباحثات قضية عقد قمة أوروبية إفريقية في ربيع العام المقبل لمناقشة موضوع الهجرة.