يحل يوم السبت المقبل بالرباط رئيس الوزراء الإسباني خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو، في أول زيارة رسمية للخارج بعد تنصيبه على رأس الحكومة الإسبانية. وفي هذا السياق أعلنت تيريسا فيرنانديث دي لافيغا، النائبة الأولى لرئيس الحكومة، أمس الثلاثاء، أن ؛خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو سيحل يوم السبت المقبل بالمغرب، مؤكدة في تصريح للإذاعة الخاصة كادينا سير أنه تم تحديد هذا الموعد بالرغم من أن البرنامج الرسمي لزيارة رئيس الحكومة للمغرب لم يحدد بشكل كامل. وتأتي زيارة ثاباتيرو للتعبير عن العلاقة المتينة التي سيدشنها المغرب وإسبانيا معا نحو تجاوز كل سلبيات الماضي وعوائق تحقيق علاقة جيدة بين البلدين، التي خلفها حكم الحزب الشعبي بقيادة رئيس الوزراء السابق خوسي ماريا أثنار. وكان ثاباتيرو قد عبر غداة فوز حزبه (الاشتراكي العمالي الإسباني) في الانتخابات العامة في 14 مارس الماضي عن رغبته في أن يكون المغرب وجهته في أول زيارة له للخارج بصفته رئيسا للحكومة، مؤكدا أنه يعتزم إيلاء أهمية خاصة لعلاقات بلاده مع المغرب. وقال ثاباتيرو، الذي كان يتحدث أمام البرلمان الإسباني، خلال جلسة منحه الثقة، باعتباره رئيسا جديدا للحكومة الإسبانية إن «المغرب يستحق أن تولى له أهمية خاصة، وأن تعزز العلاقات معه في اتجاه تفاهم عميق» بين البلدين، مضيفا أنه «سيبلغ هذا الموقف للسلطات المغربية خلال الزيارة التي سيقوم بها للمغرب». وترى الأوساط المتتبعة والمهتمة بواقع ومستقبل العلاقات المغربية الإسبانية أن هذه الزيارة من شأنها أن تعطي دفعة قوية وحقيقية لمستوى العلاقة بين البلدين، التي طالما عرفت نوعا من التذبذب، زادت من حدته الأحداث الإرهابية التي هزت مدريد في الشهر الماضي، والتي وجهت فيها أصابع الاتهام لمغاربة. وفي السياق ذاته، اعتبر الأستاذ عبد الواحد أكمير، أستاذ جامعي وباحث مهتم بالعلاقات المغربية الإسبانية، أن زيارة ثاباتيرو للمغرب تدخل في إطار تقليد اعتمده رؤساء الحكومة الإسبانية السابقون، يقضي بكون أول زيارة خارجية يقوم بها رئيس الحكومة المنتخب للخارج تكون إلى المغرب، وهو تقليد لم يزغ عنه رئيس الحكومة السابق خوسي ماريا أثنار، برغم مواقفه السلبية من المغرب، بل إنه احترم هذا العرف وعمل به، سواء في ولايته الأولى أو الثانية. وحول زيارة رئيس الحكومة الإسبانية المنتخب للمغرب، أضاف الأستاذ أكمير في تصريح لالتجديد أن لثباتيرو حماسا قويا لتحسين علاقة بلاده بالمغرب، وأن الزيارة التي سيقوم بها لبلادنا يوم السبت المقبل ليست هي الزيارة التاريخية الأولى له، بل هي الثانية بعد الزيارة التي قام بها إلى المغرب في دجنبر ,2001 حيث كان المغرب قد سحب سفيره من إسبانيا في أكتوبر من السنة نفسها، وبسبب ذلك عرفت العلاقات المغربية الإسبانية نوعا من الجمود، أدى في ما بعد إلى مشكلة جزيرة تورة المغربية، وهي الزيارة التي تسببت له في انتقادات لاذعة من لدن الحزب الشعبي الحاكم آنذاك. وأضاف أكمير أن ثاباتيرو، بعدما فاز في انتخابات 14 مارس الماضي، أكد أكثر من مرة أن العلاقات المغربية الإسبانية يجب أن تكون ممتازة، في إشارة منه إلى حرصه على تجاوز سلبيات المرحلة السابقة، التي لم ترق إلى المستوى الذي تستحقه علاقات الجوار والتعايش بين البلدين. وعن الملفات التي ينتظر أن يخوض فيها الطرفان من أجل تجاوز كل المشاكل العالقة، أشار الأستاذ أكمير إلى أن ثاباتيرو سيأتي إلى المغرب بهدف العودة بمستوى العلاقات بين البلدين إلى وضعها الطبيعي والتاريخي، والنظر في الملفات العالقة التي تتحمل فيها حكومة الحزب الشعبي السابق المسؤولية الكاملة، بما في ذلك ملف الصيد البحري، وملف الهجرة، وملف الصحراء المغربية، وملف التعاون الأمني بين البلدين، خاصة بعد أحداث 11 مارس الماضي. وتتطلب كل هذه الملفات، حسب أكمير، جهدا كبيرا وعملا دؤوبا، فضلا عن التحلي بنوع من المرونة لدى الطرفين من أجل تحقيق النتائج المتوخاة. ومن المنتظر أيضا ألا يغيب ملف مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين عن محادثات الوزير الإسباني والمسؤولين المغاربة. وتتحدث العديد من التحاليل عن أن ثاباتيرو سيعود بمستوى العلاقات العربية الإسبانية، وليس المغربية الإسبانية فقط، إلى سابق عهدها، خاصة بعد أن أعلن أخيرا عن بداية سحب قوات بلده من العراق احتراما لوعوده السابقة في الموضوع، معتبرا بما فقدته إسبانيا من علاقات متميزة مع العالم العربي بانخراطها في العدوان على العراق إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية. عبد الرحمان الخالدي