لم يكد يجف حبر البلاغ المقتضب لوزارة الخارجية المغربية حول عودة السفير عمر عزيمان «فورا» إلى مدريد، حتى أعرب ماريانو راخوي، زعيم الحزب الشعبي الإسباني المعارض، عن رغبته في زيارة مدينة سبتة. فقد أفادت مصادر مقربة من رئيس الحزب الشعبي أن هذا الأخير سيزور مدينة سبتة خلال شهر فبراير المقبل، من أجل تشجيع سكان هذه المدينة على التصويت على حزبه في الانتخابات العامة المقبلة، والتي ستجرى في التاسع من مارس المقبل. وأوضحت نفس المصادر أن مدينتي سبتة ومليلية قد أصبحتا ورقة مهمة في الحسابات السياسية والحملات الانتخابية الإسبانية، كما أصبحتا تعتبران من ضمن أولويات الحزبين، حيث يزايد كل طرف على الآخر في خطاباته السياسية ورفضه فتح أية مفاوضات بشأنها مع المغرب. زيارة ماريانو راخوي تعتبر ثاني زيارة له لمدينة سبتة في ظرف سنة واحدة، والسادسة منذ سنة 1993، وهي المدينة التي يسيطر عليها حزبه عن طريق مندوبية الحكومة منذ أكثر من 20 سنة. واستبعد مسؤول حزبي في مدريد، حدوث أي رد فعل من طرف المغرب بخصوص هذه الزيارة، خصوصا بعد عودة سفيره على إسبانيا، موضحا أن هذه «الزيارة تأتي في إطار الحملة الانتخابية للحزب الشعبي المحافظ، ولا دخل للمغرب بها، ولذلك فإنه سوف لن يقوم بالتعليق عليها». من جهة أخرى علمت «المساء» من مصادر مطلعة أنه قد تم التحدث والتخطيط لهذه الزيارة بين مسؤولي الحزب الشعبي خلال حضورهم الحفل الذي أقامه الملك الإسباني خوان كارلوس، بمناسبة عيد ميلاده السبعين، حيث انفرد رئيس حكومة سبتة خوان فيفاس بماريانو راخوي، رئيس الحزب الشعبي، ليهمس له هذا الأخير بعزمه القيام بزيارة للمدينة في شهر فبراير المقبل. وسبق لرئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو أن قام بزيارة رسمية لمدينة سبتة في 1 فبراير 2006، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس للحكومة الإسبانية إلى المدينتين سبتة ومليلية، منذ سنة 1980، لأن كل المسؤولين السابقين في المغرب وإسبانيا كانوا يتجنبون القيام بزيارات رسمية إلى المدينتين، تفاديا لأي إحراج بين البلدين وإسبانيا بسبب النزاع حول المدينتين. لكن بعد التزام المغرب الصمت إزاء الزيارة، باستثناء تصريحات لنبيل بنعبد الله الناطق الرسمي للحكومة المغربية، وسفير المغرب بإسبانيا عمر عزيمان اللذين وصفا الزيارة ب»غير الملائمة»، قرر العاهل الإسباني خوان كارلوس، سنة بعدها، زيارتهما رسميا خلال ذكرى المسيرة الخضراء. ويعتبر حزب الاستقلال، بزعامة رئيس الحكومة عباس الفاسي، مقربا من الحزب الشعبي الإسباني، حيث سبق له أن شارك في مؤتمره العام ممثلا بوفد ترأسه محمد العربي المساري وزير الاتصال الأسبق، وعضو اللجنة التنفيذية للحزب، ونزار بركة الوزير الحالي المنتدب