قالت وسائل إعلام إسبانية أن رئيس الوزراء الإسباني لويس ثاباتيرو يعتزم زيارة مدينتي سبتة ومليلية قريبا، حيث نقلت كل من صحيفة مليلية اليوم و 20 دقيقة، تصريحا لرئيس الحكومة المستقلة بسبتة عن عزم زباثيرو زيارة المدينتين المحتلتين، فيما أكدت أخرى تأجيل زيارة كان يعتزم رئيس مجلس النواب الإسباني خوسي بونو القيام بها يوم الأربعاء 9 يوليوز 2008 إلى مدينة سبتةالمحتلة وتم تحديد 16 يوليوز 2008 كموعد جديد للزيارة، وقال موقع أوربا سور أن كل شيئ كان جاهزا لاستقبال بونو الذي يمثل ثالث سلطة في إسبانيا إلا أنه تم التأجيل بسبب ما قالت إنه مشاكل في آخر لحظة دون أن توضح طبيعة هذه المشاكل. وجاء الكشف عن زيارة ثاباتيرو للمدينتين المحتلتين، عشية استعداده لزيارة المغرب في ذكرى احتلال جزيرة تورة المغربية في يوليوز ,2001 مما يضع العلاقات بين البلدين أمام امتحان جديد يعيد التذكير بأزمة نونبر 2007 عندما أقدم الملك الإسباني على زيارة سبتة ومليلية وأدى ذلك إلى استدعاء المغرب لسفيره من أجل التشاور وتوجيه الملك محمد السادس لبيان إلى المجلس الوزاري عبر فيه عن إدانته القوية واستنكاره الشديد لهذه الزيارة غير المسبوقة، ومشددا على أن هذه الخطوة غير المجدية تسيء للمشاعر الوطنية المتجذرة والراسخة لدى جميع مكونات وشرائح الشعب المغربي ، وأكد على الرفض المغربي لإقحام ثوابتنا الوطنية المقدسة في مساومات إسبانية داخلية واستغلال مقوماتنا ومصالحنا في كل مرة، كمتنفس وهمي لمزايدات ومساجلات سياسية محضة ، ومعتبرا ألا شيء يمكن أن يغير أو يمس بالوضع القانوني للمدينتين السليبتين والجزر التابعة لهما، الذي يعكس حقائق التاريخ وبديهيات الانتماء الجغرافي وعدالة مطالبتنا المستمرة باسترجاعها إلى الوطن الأم فالاحتلال لا يكتسب شرعيته بالتقادم أو عن طريق الأعمال أحادية الجانب وسياسة الأمر الواقع، يوضح الملك محمد السادس، فإن أفضل أسلوب لتسوية تدبير هذا النزاع الترابي يقتضي الالتزام بفضائل حوار نزيه وصريح ومنفتح على المستقبل، حوار مسؤول يؤمن حقوقنا السيادية ويراعي المصالح الإسبانية. وفي تعليق له أكد محمد الخشاني رئيس الجمعية المغربية لأبحاث الهجرة أن هذه الزيارات تعبر عن ميول استعمارية واضحة واستنساخ للزيارات الاستفزازية التي قام بها الملك خوان كارلوس وقبله رئيس الوزراء والتي تكرس الوضع الاستعماري للمدينتين، وانتقد كون هؤلاء المسؤولين اشتراكيين قبلوا الانخراط في إحياء ممارسات استعمارية مما يشكل تناقضا يطرح علامات استفهام كبيرة. فيما اعتبر جمال دردور عضو تنسيقية فعاليات المجتمع المدني بشمال المغرب، أن ثاباتيرو بقيامه بهذه الزيارة للمدينتين المحتلتين سيضع نفسه في موقف محرج ولا يليق به، خاصة بعد أن يستقبل من الملك محمد السادس، وأكد على أن نيته هذه تدخل في إطار الأعمال الغير مسؤولة والاستفزازية والتي لا تليق به كرئيس حكومة في دولة ديمقراطية، وشدد على أن مثل هذه الزيارات لن تزعزع إيمان المغاربة بضرورة عودة مدينتي سبتة ومليلية إلى حظيرة الوطن. من جانبه قلل الحبيب حاجي رئيس اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية من أهمية زيارة خوسي بونو لسبتة على اعتبار أن رئيس البرلمان لا يشكل رمزا قويا مثل الملك خوان كارلوس الذي أثارت زيارته للمدينتين المحتلتين غضب المغرب. وتعليقا على زيارة رئيس الوزراء الإسباني ثاباتيرو إلى المغرب غدا الجمعة قال حاجي أن هذه الزيارة تعكس انفراجا في العلاقات المغربية الإسبانية ودعا الجانبين إلى استثمارها وترجمة الاتفاقات التي تم الإعلان عنها مؤخرا والتي تذهب إلى أن المغرب واسبانيا وضعا نقط عريضة من أجل التفكير في حل مسألة سبتة ومليلية وتحديد الآجال التي سيتم خلالها تسليم المدينتين للمغرب وأن تبدأ المرحلة الأولى بالتسيير المشترك للمدينتين. من جانبه طالب حفيظ عجاجي رئيس جمعية الصداقة المغربية اللاتينية الحكومة الإسبانية بالاعتذار لضحايا الاعتقالات التعسفية التي طالت المهاجرين المغاربة في مدريد ونواحي مورسيا، وضحايا انتهاكات حقوق الإنسان خاصة في باب مليلية المحتلة والتصدي للوبي المتطرف في مدينتي مليلية وسبتة المحتلتين، وناشد رئيس الحكومة الإسبانية والحكومة المغربية لإحياء خلية التفكير التي نادى بها المغفور له الملك الراحل الحسن الثاني من أجل إيجاد حلول ناجعة لقضية المدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة و مليلية و الجزر المجاورة لهما.