دام لقاء يوم الجمعة الماضي بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث ثاباتيرو في مدينة وجدة ساعة من الزمن، وهو ضعف الوقت الذي كان مدرجا في برنامج الزيارة، حيث علقت يومية إلباييس الإسبانية على ذلك بأنه «أمر إيجابي»، مشيرة إلى أن استقبال محمد السادس لثاباتيرو وتحيته باللغة الإسبانية، كانت «إشارة سياسية إيجابية»، يفهم منها تجاوز الخلافات الثنائية والغضب المغربي بعد زيارة الملك خوان كارلوس وعقيلته للمدينتين سبتة ومليلية. «الرئيس يؤيد السيادة»، بقوة بهذا العنوان علقت يومية الباييس على زيارة ثاباتيرو للمغرب، في إشارة منها إلى السيادة الإسبانية على سبتة ومليلية، وذلك ردا على مطالبة عباس الفاسي لنظيره الإسباني في جو من «الاحترام» ب «ضرورة استعادة المغرب للمدينتين». رد ثاباتيرو كان واضحا حسب يومية إلموندو الإسبانية، ف«إطارنا المؤسساتي والديمقراطي واضح في هذا المجال، وبالتالي فإن المدينتين جزء لا يتجزأ من التراب الإسباني»، وهو جواب حاسم من ثاباتيرو بخصوص طرح ملف استعادة المغرب للمدينتين للتفاوض. تشدد مواقف كلا الطرفين بخصوص المدينتين برز فقط خلال اللقاءات الخاصة، حيث حاول الطرفان إخفاء وجود أي خلاف بخصوص الموضوع خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب لقاء الوزير الأول المغربي عباس الفاسي ونظيره الإسباني. «المغرب يشدد على موقفه بفرضه السيادة على سبتة ومليلية»، عنوان تصدر الصفحة الأولى من يومية «إلموندو»، حيث تطرقت الجريدة في الصفحة العاشرة إلى موضوع الزيارة، منتقدة وضعية «الراية الإسبانية الصغيرة والوحيدة» التي كانت ترفرف في مطار مدينة وجدة، وعلقت على الحادث بعبارة «المغرب يلتهم الراية الإسبانية»، وهو نفس ما أشارت إليه يومية إلباييس، علاوة على ذلك تقول إلموندو إن «الراية الصغيرة جدا كانت في وضع مقلوب، قبل أن تتم إعادتها إلى وضعها الطبيعي ثواني قبل نزول ثاباتيرو في مطار وجدة». زيارة ثاباتيرو الرابعة إلى المغرب، والأولى من نوعها بعد فوزه في الانتخابات التشريعية العامة التي أجريت في 9 ماي الماضي، لقيت انتقادات متعددة من طرف وسائل الإعلام الإسبانية على اعتبار أن ثاباتيرو لم يطرح عددا من الملفات الشائكة كملف الصحراء. من جهتها أوردت يومية (أ.ب.س) أن توقيت الزيارة الذي صادف «الذكرى السادسة لنزول قوة عسكرية رمزية مغربية في جزيرة ليلى» تم تحديده من طرف المغرب وليس إسبانيا، كما نشرت اليومية تصريحات لرئيس حكومة سبتة، خوان فيفاس، يؤكد فيها أن «أية حكومة ديمقراطية إسبانية لن تقبل بالتفاوض حول وضع المدينتين مع المغرب». فيما بثت قناة «كادينا سير»، المقربة من الحكومة الاشتراكية الإسبانية، أن «المغرب يعود مجددا لفتح النقاش حول سبتة ومليلية» مشيرة إلى أن عباس الفاسي طلب من نظيره الإسباني «تفادي إذكاء مزيد من التوتر حول المدينتين» في إشارة منه إلى زيارة خوان كارلوس وبعض الوزراء والمسؤولين الإسبان إلى سبتة ومليلية، حيث من المرتقب أن يقوم رئيس مجلس النواب الإسباني خوسي بونو بزيارة إلى سبتة، بعد غد الأربعاء، وهو «امتحان جديد سيعيد التذكير بأزمة شهر نونبر من السنة الماضية عندما أقدم الملك الإسباني على زيارة سبتة ومليلية»، مما أدى إلى استدعاء المغرب لسفيره من أجل التشاور. وقال موقع أوربا سور إن «كل شيء جاهز لاستقبال «بونو» الذي يمثل ثالث سلطة في إسبانيا». وفي نفس السياق أوردت يومية «بوبليكو» الإسبانية أن «الملك محمد السادس انفرد بثاباتيرو لمدة خمس دقائق»، خلال اللقاء الذي دام ساعة من الزمن بمدينة وجدة، حيث أبلغه ثاباتيرو رسالة شفوية تعبر عن «تحيات العاهل الإسباني خوان كارلوس». أما يومية «إيل إمبارثيال» فقد شددت بدورها على أن مستشاري الملك والمحللين والمراقبين والدبلوماسيين المغاربة أدركوا جيدا من خلال هذه الزيارة «أن ثاباتيرو كان محتاجا إليها أكثر من الملك محمد السادس»، وهو ما جعل عباس الفاسي يطالب باستعادة المدينتين واقتصار المباحثات في أغلب جوانبها على قمة «الاتحاد من أجل المتوسط»، أكثر من تداول ملفات المصالح الإسبانية المغربية المشتركة.