أعلن خوسي اغناسيو النائب عن الحزب الشعبي الاسباني أن حزبه يعتزم طرح سلسلة من الأسئلة في البرلمان حول الآثار البيئية المحتملة لبناء ميناء طنجة المتوسطي، والتهديد الذي يمكن أن تتعرض له البيئة الطبيعية في المضيق وأشار إلى أن المنطقة باعتبارها من الجيوب المحمية نظرا لتنوع الحياة البحرية فيها قد تتأثر بشكل مباشر بسبب أشغال بناء ميناء من هذا الحجم. وقال بأن حزبه سيستفسر الحكومة الإسبانية إذا كانت تعرف أن المغرب قام بدراسة الآثار البيئية قبل اقدامه على بناء هذا المشروع أم لا. ويرى مراقبون أن الانتقادات الإسبانية لمشروع ميناء طنجة المتوسطي تخفي صراعا اقتصاديا وسياحيا بين إسبانيا والمغرب، حيث أن القلق الإسباني من هذا المشروع ليس لأن هذا الأخير يشكل تهديدا للبيئة في منطقة المضيق كما يعلن الحزب الشعبي اليميني الإسباني، ولكن لأن هذا المشروع الضخم سيدخل في منافسة اقتصادية قوية مع مينائي الجزيرة الخضراء الإسباني وميناء سبتة، حيث أنه سيمتص جزءا من الحركة الملاحية الدولية التي تستفيد منها إسبانيا عبر المضيق، كما أن المشروع يضم مناطق الأنشطة الاقتصادية. من جهة أخرى أثار الحزب الشعبي مجددا موضوع سبتة ومليلة بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسباني لويس خوسيه ثاباتيرو إلى المغرب الجمعة الماضي، حيث وجه الحزب المعارض انتقادا شديد اللهجة لرئيس الوزراء الاسباني، وقالت نائبة برلمانية عن الحزب في مليلية المحتلة في بيان لها حسب وكالة أوروبا برس تعليقا على ما ذكرته وسائل الإعلام من رغبة المغرب في فتح ملف سبتة ومليلية أنه من الهراء أن يسمح ثاباتيرو للمغرب بالمطالبة بمدينتي سبتة ومليلية وشددت على أن صمته يعبر عن جهله بالتاريخ وبعدم التزامه تجاه هاتين المدينتين. كما نقلت صحيفة لاثيركا الإسبانية عن الكاتبة العامة للحزب الشعبي ماريا لويس دي كوسبيدال وصفها لموقف ثاباتيرو إزاء الدفاع عن المدينتين خلال لقائه بالملك محمد السادس بـالموقف الفاتر ، وأكدت خلال مؤتمر صحفي عقد في المقر الوطني للحزب في نهاية اجتماع اللجنة الادارية أنه في كل مقابلة مع السلطات المغربية لابد من القول بصوت عال وواضح ان المدينتين اسبانيتين. وكانت عدد من الصحف الاسبانية قد انتقدت بدورها تصريحات الوزير الأول عباس الفاسي للتلفزة المغربية قبل انعقاد ندوة صحفية جمعته بنظيره الإسباني اعتبر فيها أن سبتة ومليلية حق المغاربة وأن هذا ما يشعر به الشعب المغربي والملك محمد السادس ، وكان الفاسي قد طالب في لقاء خاص جمعه مع ثاباتيرو بضرورة فتح ملف سبتة ومليلية مجددا. يذكر أن المخططات الأولية للمجمع المينائي طنجة المتوسط أضيف له مكونات أخرى كميناء آخر ثان (غرب الميناء التجاري) للمسافرين والشاحنات، يتوقع أن يبدأ تشغيله في النصف الثاني من سنة ,2009 بطاقة استيعابية تصل إلى 7 ملايين مسافر، و700 ألف شاحنة، فضلا عن بدء إجراء دراسات منذ سنة 2004 لتوسعة المجمع بميناء ثان سمي طنجة المتوسط ,2 للاستيعاب النشاط العالمي المتزايد على الحاويات، كما يشار إلى المجمع المينائي يضم 3 أقطاب أساسية هي: الميناء التجاري، ومناطق الأنشطة الاقتصادية، والقطب الترابي، هذا الأخير يعني بمشاريع للتنمية الاجتماعية للجماعات المحيطة بالميناء (4 جماعات قروية وجماعة حضرية)، ويتوقع أن يحدث المشروع 34 ألف منصب خلال السنوات المقبلة.