الحركة الحقوقية العربية مدعوة لمواجهة الردة التي تجتاح الغرب بدعوى محاربة الإرهاب الحصار في الأراضي المحتلة يكشف أن النضال الحقوقي العربي أضحى فرض عين ولم يعد فرض كفاية يقتصر على النشطاء الحقوقيين فقط حملت ندوة الرباط الأخيرة، التي جمعت الحقوقيين العرب على مدى يومين، دعوة إلى ضرورة اعتماد استراتيجية عربية لحقوق الإنسان في ظل المتغيرات الدولية التي عرفها العالم كافة، وأثرت على الوضع الحقوقي بالعالم العربي والإسلامي منه، خاصة بعد أحداث الحادي عشر من شتنبر من عام .2001 وأكد الحقوقيون العرب في ورشة العمل العربية الثانية، التي ختمت أشغالها أول أمس (السبت) بالرباط حول استراتيجية حركة حقوق الإنسان العربية في ظل الأحداث الدولية الأخيرة، على ضرورة تكاثف جهود الحركات الحقوقية في الوطن العربي والإسلامي لمجابهة ما سمي بالردة التي تجتاح الغرب في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة ضد كل ما هو عربي وإسلامي، وذلك في خضم الحملة الدولية التي أطلقتها الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعد تفجيرات واشنطن ونيويورك، لمكافحة ما يوصف بالإرهاب الدولي. ونبه الحقوقيون في الندوة ذاتها، التي نظمت تحت رعاية وزارة حقوق الإنسان ببلادنا بتنسيق مع كل من البرنامج العربي لحقوق الإنسان والمنظمة العربية للمحامين الشباب، إلى حتمية مواجهة الأطروحات الأمريكية بخصوص الحرب ضد الإرهاب، التي تحمل في طياتها دائما اتهامات صارخة للعرب والمسلمين، وذلك بالاتجاه نحو تكريس حقوق الإنسان والحفاظ عليها في العالم العربي أولا، ثم نشر هذه القيم دوليا. وأوضح، في هذا السياق، شوقي الطبيب، رئيس المنظمة العربية للمحامين الشباب، أن على الحركات الحقوقية بالوطن العربي استجماع ما تبقى لها من إمكانات وتستثمرها في مقاومة هذه الردة العميقة، التي تجتاح الغرب بعد 11 شتنبر ,2001 وذلك في تشاريعه ومرجعياته المتعلقة بالحريات العامة والخاصة، بدعوى مقاومة الإرهاب. هذه الردة التي تتمثل، بحسب الطبيب، في >عاصفة من التميز العنصري والاجتماعي والقانوني ضد كل ما هو عربي وإسلامي<. وأقر الطبيب بحالة الإحباط العامة التي تنتاب النشطاء العرب في مجال حقوق الإنسان خلال المدة الأخيرة، وتحديدا بعد السقوط المروع لبغداد، وإعادة احتلال أول بلد عربي في العصر الحديث، مشيرا إلى أن واقع الصدمة كان مضاعفا على نشطاء حقوق الإنسان العرب، بحكم تزامن هذا الحدث مع تراجع خطير وكبير لمكانة القانون الدولي والشرعية الدولية وحقوق الإنسان ومرجعيتها، التي تهاوت تحت ضربات دعاوى الحرب على الإرهاب والحرب الوقائية ومحور الشر، وغيرها من المفاهيم الغريبة على العلاقات الدولية التي طفت على السطح بعد أحداث 11 شتنبر ,2001 لتتحول سريعا إلى القاعدة الرئيسية التي أصبحت تحكم هذه العلاقات. أما عبد الحسين شعبان، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في لندن، فحذر من الوضع الذي أضحى عليه الوضع الحقوقي بالعالم العربي، قائلا إن >حقوق الإنسان في العالم العربي أضحت في مهب الريح عبر قرارات أمريكية اعتمدت في حالة استثنائية، وأن نشطاء حقوق الإنسان مدعوون إلى العمل على قاعدة المواجهة الفكرية وكشف زيف الطروحات الأمريكية، مضيفا أن الانتهاكات التي مورست ضد حقوق الإنسان العربي بعد أحداث 11 شتنبر 2001 أخذت أبعادا أخرى مع انطلاق الحرب الأمريكية ضد العراق، حيث عملت واشنطن على استصدار ثلاثة قرارات دولية، ومارست التضييق على النشطاء الفلسطينيين، مثلما أن الحصار في الأراضي المحتلة يكشف أن النضال الحقوقي العربي أضحى فرض عين ولم يعد فرض كفاية يقتصر على النشطاء الحقوقيين فقط. من جهته، أشار حجاج نايل، مدير الرنامج العربي لنشطاء حقوق الإنسان، إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية اختلقت من أحداث الحادي عشر من شتنبر عدوا جديدا يحقق لها مآربها ويدفعها قدما لتحقيق مخططاتها بالقوة العسكرية جملة واحدة، من ثم، يضيف المتحدث، كانت دعوتها لمحاربة الإرهاب التي أدمجت في مفهومها للإرهاب حركات التحرر والمقاومة المسلحة، وذلك لإفراغ القضايا العربية وتحديدا القضية الفلسطينية من محتواها الرئيسي. وأكد نايل أن استراتيجية البرنامج العربي في الاعتماد على شركاء محليين جاء في إطار خطة عامة كمرحلة أولية للتشبيك والتنسيق بين المنظمات الحقوقية العربية لتفعيل دورهاا الدفاعي والإنمائي على مستوى المواطن والدولة والعالم، ثم الانطلاق إلى تشبيك أكبر وتنسيق أكثر فعالية لمواجهة كافة التحديات الراهنة أوالمستقبلية. يونس البضيوي